عشوائيات وأنقاض ومبان متهالكة وحكومة لا تتحرك أبداً .. المنطقة كلها آيلة للسقوط
مبانٍ عشوائية، يتجاوز عمرها المائة عام، بعضها لم يستطع الصمود وتهدم بالفعل على رأس قاطنيه، تاركاً خلفه تلالاً من الأنقاض والعشرات من الضحايا الأبرياء، بينما سيطر بعض رجال الأعمال على قلة من هذا البنايات بعد ترضية ساكنيها، الذين ارتضوا بما دفعه لهم أصحاب المال، لكن السواد الأعظم من القابعين فى المكان، الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف يرفضون ترك بيوتهم التى توارثوها عن آبائهم، مهما كان المقابل المادى، كما يقول محمد عرفة ذو الـ57 عاماً، الذى يفتخر بأنه ولد فى المكان وتربى فيه، ولن يتركه مهما عرضوا عليه من مال.
يعتبر محمد عرفة الذى يعمل ميكانيكياً بورشة ميكانيكا سيارات تقبع بالطابق الأرضى أسفل البيت الذى يقيم فيه مع أشقائه، المشكلة الأكبر التى تواجه جميع سكان بولاق، هى عدم وجود تراخيص بناء لجميع المبانى داخل المنطقة، هو ما يجعلها مطمعاً للمستثمرين، خاصةً مع موقعها المتميز، إذ يمنعهم من هدم البيوت الآيلة للسقوط، خوفاً من طردهم منها، حيث لا تسمح الدولة ممثلة فى محافظة القاهرة فى السماح لهم بالهدم وإعادة البناء مرة ثانية.
تعود بداية المشكلة كما يرويها الأسطى محمد إلى حادث زلزال 92 الذى انعكست أضراره على معظم البيوت فى المنطقة، وقامت وقتها الدولة بتنكيس بعض البيوت، «من يومها محدش سأل فينا، غير الطامعين فى الاستيلاء على المنطقة»، ورجالهم الذين لا يملون من ابتزاز الأهالى ومحاولات إغرائهم بالمال، عبر شركة تدعى «ماسبيرو»، حيث يردد مندوبها بين الأهالى أن هذه الأراضى ملك لبعض رجال الأعمال وسوف يحصلون عليها مهما طال الوقت، ورغم ذلك لم ينجحوا فى الاستيلاء على المنطقة، ويرى محمد عرفة أن رجال نظام مبارك أهملوا المنطقة وسكانها ومبانيها لإجبار الأهالى على البيع، لكن كل هذه المحاولات توقفت بعد الثورة ولكن الإهمال ما زال مستمراً، وهو ما دفع أهالى المنطقة الشهر الماضى إلى التظاهر وقطع كورنيش النيل من أجل لفت نظر المسئولين فى مصر بعد الثورة إلى المنطقة والاهتمام بها.
ويصف «محمد» الأبراج الشاهقة التى تحاصر بولاق بأنها محاولة لخنق الأهالى والتضييق على قاطنيه، رغم أن المنطقة ليست سكنية فقط وبها العديد من الورش والمحلات التجارية التى تحتاج إلى حرية الحركة والتنقل بين شوارع المنطقة، مضيفاً أن محافظة القاهرة سمحت لهم مؤخراً بتنكيس البيوت وترميمها، لكنها رفضت إعطاءهم تراخيص للبناء، دون أى مراعاة لآدمية المواطنين المقيمين داخل المنطقة وتعرض حياتهم للخطر، خاصة أن المنطقة شهدت فى الفترة الأخيرة سقوط أحد البيوت ومات جميع سكانه تحت الأنقاض، موضحاً أن الأهالى هنا يطالبون بعدم إخلائهم من المنطقة، وقيام المسئولين بتطوير المنطقة وإعادة تخطيطها وبناء مساكن جديدة كما حدث فى مساكن زينهم.
أخبار متعلقة:
بولاق «السلطان» أبوالعلا
«ماسبيرو».. من هنا انطلقت الثورة ..وتوابعها
"من بره هالله هالله": المبانى الراقية.. حزام يخنق أهالى بولاق
كوبرى أبوالعلا .. "تفكيك" بعد 80 سنة "خدمة"
«سوق قطع غيار السيارات».. من هنا يبدأ حلم «عبد الغفور البرعى»
سينما الحى الشعبى.. 3 أفلام فى بروجرام واحد.. و20 مشاهداً فى حفلة بعد الظهر
سيدى أحمد أبوالعلا .. سلطان المتصوفين وحامى حمى بولاق
«إسطبل الملك» .."متحف للمركبات الملكية" بـ"فرمان الخديو"
للفقير في مصر رب يحميه.. ووكالة البلح تكسيه
مثلث "ماسبيرو" :النيل أمامكم ..والأبراج خلفكم.. والسكان تحت أقدامكم