بدأ أمس فى بيروت ما يعرف بالمشاورات النيابية الملزمة التى تتم بين نواب البرلمان ورئيس الجمهورية من أجل قيام كل نائب أو كل كتلة نيابية بتسمية رئيس الحكومة المقبل.
وكانت هذه المشاورات قد بدأت الأسبوع الماضى عقب تقديم رئيس الوزراء المستقيل، نجيب ميقاتى، استقالته واستقالة حكومته.
وتشير كل التوقعات بتسمية تمام سلام لمنصب رئيس الحكومة الجديدة.
وتمام سلام هو سليل بيت سياسى عريق من أسر بيروت المعروفة وهو نجل المرحوم صائب سلام، ذلك السياسى العريق الذى لعب دوراً بارزاً فى صياغة السياسة اللبنانية فى الداخل والخارج على مر سنوات طويلة.
تولى صائب سلام رئاسة الحكومة منذ عام 1959 حتى العام 1973 على مدار 6 ولايات مختلفة فى تلك الفترة وعرف عنه أنه رجل التوافق والوفاق الوطنى وكان من أبرز شعارات صائب سلام الشهيرة نحن نتبع سياسة «لا غالب ولا مغلوب» من أجل خدمة الوطن.
واستطاع شعار «لا غالب ولا مغلوب» أن يكون طوق النجاة السياسى فى كثير من الظروف الصعبة والدقيقة فى تاريخ لبنان المعاصر.
حينما أتأمل شعار «لا غالب ولا مغلوب»، أتذكر حالة الانسداد السياسى التى أصابت حياتنا السياسية الحالية ووصول الجدل السياسى إلى مرحلة الجمود ورغبة كل طرف فى إقصاء الآخر عن مسرح الأحداث بشكل نهائى دون أى سعى صادق للتوافق والتشارك فى تحمل المسئولية الوطنية التى نحياها هذه الأيام.
هل يمكن أن يدخل منطق «لا غالب ولا مغلوب» من أجل الوطن فى منطق النخبة السياسية المصرية سواء كانت من قوى الحكم أو قوى المعارضة؟
رحم الله صائب سلام.. وليرحم الله مصر.