"سيارة" و"فيلا" و"رصيد في البنك" مقابل الموافقة على الحياة في إحدى قرى الصين
صورة ارشيفية
احتفلت قرية "هواشي" الصينية، الواقعة في مقاطعة جيانجسو، بالذكرى السنوية لمرور 55 عامًا على تأسيسها الشهر الماضي، والتي حصلت على لقب "أغنى قرية في الدولة"، وذلك حسب تقرير منشور على موقع "الديلي ميل" البريطاني.
ويبلغ عدد سكان القرية 2000 نسمة، ويُقال أن كل فرد منهم يمتلك أكثر من 143 ألف دولار رصيدا في البنك، حيث إن القرية تُمنح كل عائلة سيارة وفيلا من جانب السلطة بمجرد الانتقال إلى هذه القرية، لكن يفقد الفرد تلك الممتلكات في حال مغادرتها.
واستُخدمت هواشي من جانب السلطة الصينية، كنموذجٍ لإثبات كيف حوّل النظام الشيوعي قرية فقيرة إلى منطقة فائقة الثروة في نصف قرن، إذ احتلت القرية عناوين الصحف في جميع أنحاء الصين في العام 2003، عندما أعلنت أن حجم اقتصادها السنوي وصل إلى نحو 14 بليون دولار، وفق كتاب "استراتيجيات الاقتصادية والممارسة من الصين الحديثة".
وأعلنت هواشي، أن متوسط الراتب السنوي لسكانها هو 18 ألف دولار تقريبا، أي ما يعادل 40 ضعف متوسط دخل المزارع في الصين.
فيما أنفقت القرية 435 مليون دولار لبناء ناطحة سحاب خاصة بها في العام 2011، يُطلق عليها اسم "قرية هواشي المعلقة"، وتتكون من 72 طابقا.
ويبلغ ارتفاع القرية 328 مترا، أي أطول من برج إيفل في باريس، بـ4 أمتار، وأطول من مبنى كرايسلر في نيويورك بـ9 أمتار، وأطول من برج شارد في وسط لندن بـ18 مترا.
وداخل المبنى، فندق 5 نجوم، يحتوي على 826 غرفة، و16 جناحا رئاسيا، وجناحا واحدا "ذهبيا"، يكلف قضاء ليلة واحدة فيه حوالي 14 ألف دولار.
ويستخدم سكان القرية، المروحيات بدلا من سيارات الأجرة، وقالت شركة "تونج يونج"، للخطوط الجوية التابعة للقرية، أنه بالإمكان الوصول إلى جميع الرحلات للمدن المحيطة بالقرية في أقل من 10 دقائق.
ويتعامل سكان القرية مع مصادر ثروتهم بكتمان وسرية، ويتضح ذلك في التضييق على وصول وسائل الإعلام، فلا يُسمح للصحفيين بزيارة القرية من دون تدقيق شديد من جانب المسؤولين المحليين.
ويقال إن أمين عام الحزب الشيوعي الصيني السابق وو رينباو، هو السبب الرئيسي لما طرأ على القرية من تغيير وازدهار.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية، بأن وو رينباو كان قائداً أميناً ومعاصراً، ما أدى إلى ازدهار هواشي، إذ يظهر تقريباً في جميع الصور في وسائل الإعلام، ويلقي خطابه أمام حشود سعيدة.
وأشارت تقارير إعلامية سابقة، إلى أن كل فرد في القرية يمتلك على الأقل مليون يوان، وتمنح السلطة سيارة وفيلا لكل ساكن رسمي في القرية.
كما أن سكان هواشي، الذين يعمل معظمهم لدى شركات مملوكة للقرية، ليسوا قادرين على صرف أكثر من 30% من أجورهم نقدا، بينما تدار بقية الأصول من جانب شركات القرية كرأس مال متداول.
وتعادل المكافآت السنوية للسكان، 3 أضعاف الأجور، ولكن لا يمكن سحبها، بل تُعطى في شكل أسهم في الشركة.
وقال الناشط في حقوق الإنسان من مقاطعة جيانجسو الصينية، جو زيجيان، إن "90% من أصول هواشي كانت في الواقع مملوكة من جانب عائلة وو رينباو"، مضيفاً "وو كان شخصاً استثنائياً، استغل رغبة الحكومة في قرية نموذجية لعرض النظام الاجتماعي للملكية العامة".