«بنها الجامعى».. مستشفى فى الإنعاش
يُعد مستشفى بنها الجامعى، الأمل الوحيد لدى المرضى هناك، على اعتبار أنه الصرح الطبى العملاق الذى يخدم المدينة والمحافظة كلها، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك، فحاله الآن «لا يسر عدواً ولا حبيباً»، بعد أن طالته يد الإهمال، وفشلت كل محاولات إصلاحه، وغابت كل مقوماته، وكأنه فى غرفة إنعاش، يعانى الموت إكلينيكياً، والسبب الرئيسى وراء ذلك تعرضه لأعمال البلطجة، الأمر الذى اضطر الإدارة إلى إغلاقه عدة مرات، فضلاً عن كثرة إضرابات واحتجاجات العاملين فيه من فنيين، وأطقم تمريض، وعمال، فيما تفرغ الأساتذة لعياداتهم الخاصة، باستثناء «قلة» لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، قررت إجراء العديد من العمليات الجراحية فيه مجاناً، وعلى نفقتها الخاصة، حتى إن بعضهم كان يُحضر الأجهزة الطبية معه من الخارج بعد أن فشل المستشفى الجامعى فى توفير أى شىء، ليتحول الصرح العملاق إلى «مولد وصاحبه غايب».
قال همام ناصر: «المستشفى ليس به أية خدمات، فقط يحصل القائمون عليه الأموال من المرضى، منذ أن تدخل إلى العيادة الخارجية، لتوقيع الكشف، وحتى هذا ليس بالأمر الهين، فهو يحتاج إلى وساطة ورشوة الممرضين، المريض يتحمل كل شىء، حتى «السرنجة» عليه أن يشتريها من الخارج».
وأوضح بيومى شكشك، أن تذكرة المستشفى مرتفعة للغاية، فهى تصل إلى 5 جنيهات، تُحصل من أى شخص يدخل لزيارة مريض، علاوة على الإتاوات التى يفرضها العمال على المرضى وأسرهم لكى يوفروا له سريراً نظيفاً. فيما أشارت ماجدة نورالدين إلى أن الاستقبال فى المستشفى مغلق بصفة مستمرة، ولا يوجد به أى أطباء، وإن وجدوا فهم أطباء امتياز، ليسوا أساتذة، حتى إنه إذا جاءت حالة حرجة حولوها إلى مستشفى بنها العام، لأنه لا يوجد جهاز أشعة يعمل.
وقالت فريدة حسن محمد، إنها حضرت بوالدتها التى أصيبت فجأة بجلطة فى المخ، وقال لها الطبيب المعالج لا بد من حجزها بغرفة عناية مركزة، وعندما حضرت إلى المستشفى الجامعى لم تجد مكاناً فى العناية، مع العلم أنه يوجد أماكن كثيرة فيه، لكن غير مجهزة، وقال لها الطبيب الموجود فى العناية إن عدد الأسرة محدود لعدم توافر الأجهزة.
وقال محمد عبدالرءوف، إن العمال فى المستشفى يقع عليهم ظلم كبير، لأن معظمهم غير مثبتين، ويعملون بعقود مؤقتة، الأمر الذى يجعلهم عرضة للفصل فى أى وقت، وسبق أن نظموا وقفات احتجاجية أكثر من مرة للتثبيت، دون جدوى.
من جانبه، قال الدكتور توحيد موافى، عميد كلية طب بنها، إن «أهم المعوقات التى تحول دون عمل المستشفى الجامعى بطاقته، افتقاده الأمن، خصوصاً فى قسم الاستقبال، الذى أصبح عرضة لأى اعتداء من قبل الأهالى، ما يعرقل العمل، كما أن قلة الميزانية المخصصة لشراء الأجهزة الحديثة وضعف الإمكانيات، ساعد على ذلك، وغياب الأمن دفع عدداً كبيراً من هيئات التمريض إلى الهروب من المستشفى لوزارة الصحة، الأمر الذى شكل عبئاً كبيراً، فى ظل انخفاض أعدادهم».