«حسن» كسر دماغ صديقه «حسين» بالشاكوش ورمى جثته من الدور التالت عشان طلب منه يرجّع 80 جنيه
صورة تعبيرية
توقف الضجيج الذى تصنعه أصوات الشواكيش فى أيدى النجارين أعلى عقار تحت الإنشاء، عندما سُمع صوت ارتطام جثة أحدهم بالأرض عقب سقوطه من الطابق الثالث، لم يكن سقوط أحدهم طبيعياً ناتجاً عن انزلاق قدميه أثناء مباشرة عمله كنجار مسلح بل ناتج عن جريمة جنائية نفذها صديق الضحية لوجود خلافات مالية بينهما دفعت القاتل لتهشيم رأس المجنى عليه بالشاكوش وإلقائه من الطابق الثالث، أسرع زملاء الضحية إلى الطابق الأرضى فى محاولة منهم لإسعافه لكنهم عثروا عليه فاقداً للوعى والدماء تغطى ملامح وجهه، فوضع أحدهم رأسه على صدر المجنى عليه «حسين عبدالجواد» فسمع دقات قلبه فأخبر زملاءه بأنه لا يزال على قيد الحياة، فتشبثوا بالأمل فى إنقاذه وسرعة نقله لإسعافه، لكن تلك المحاولات لم تتوج بالنجاح بعد أن لفظ المجنى عليه أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الإسعاف.
المتهم: كنت عايز أسلم نفسى للشرطة بس هربت قبل ما ابن عم المجنى عليه يقتلنى
القاتل «حسن رضا» استغل انشغال زملاء المجنى عليه فى محاولات إسعافه ونقله إلى المستشفى ونجح فى الهروب من مسرح الجريمة دون أن يشعر به أحد، وأيضاً قبل وصول الشرطة عقب تلقى مأمور قسم شرطة بدر إخطاراً من المستشفى بوصول نجار المسلح «حسين عبدالجواد» جثة هامدة، وأن التقرير الطبى أثبت وجود كسور ونزيف بالجمجمة.
تفاصيل الجريمة يحكيها شاهد عيان فى محضر الشرطة قائلاً إن المتهم كان يجلس مع صديقه أعلى العقار يتحدثان أثناء جلسة استراحة من العمل وكانا يشربان فيها الشاى ويدخنان السجائر، وأثناء تلك الجلسة تعالت أصواتهما عندما طلب المجنى عليه من المتهم رد مبلغ مالى 80 جنيهاً اقترضها منه منذ 3 أشهر، فرفض المتهم الاعتراف بالمبلغ وعندها تبادل الطرفان السباب والشتائم، فاستل المتهم الشاكوش من الحامل الملفوف حول وسطه وانهال به ضرباً على رأس صديقه ثم دفعه من أعلى العقار.
القاتل: المجنى عليه شتمنى بأمى لما قلت له استنى عليَّا أسبوع عشان عليَّا ديون ليه.. والشرطة ضبطت المتهم بعد يومين من الجريمة فى منزل صديقه فى «بدر»
3 دقائق فقط هى عمر الجريمة، بحسب شاهد الرؤية، الذى واصل حديثه أمام الفريق الأمنى بإشراف اللواء هشام لطفى، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، بقوله «أنا كنت شغال جنب المتهم والمجنى عليه وكانوا هما قاعدين يتكلموا مع بعض فى حسابات خاصة بهم، بس أنا سمعتهم وهما بيتخانقوا، وكان المتهم حسن بيقول بصوت عالى للمجنى عليه حسين مش هديك فلوس واللى يعجبك اعمله، وأول ما بدأوا يضربوا بعض جريت بسرعة وطلبت منهم السكوت عشان اللى بيحصل منهم ده عيب، وأنا مشيت بعيد عنهم وطلعت فوق الشدة الخشب وشُفت المتهم وهو بيضرب المجنى عليه على راسه بالشاكوش وكمان دفعه من فوق العمارة قبل ما ألحقهم»، بدأ الفريق الأمنى رحلة البحث عن المتهم بالكشف عن صحيفة الحالة الجنائية الخاصة به، وتبين أنها خالية من أى معلومات جنائية، وأن تلك الجريمة هى الأولى فى سجله الجنائى، كما تبين أن المتهم من محافظة المنيا، ويقيم مع المجنى عليه فى غرفة بمنطقة بدر بالقاهرة وبينهما تعاملات مالية متعلقة بعملهما فى مجال المقاولات الخاصة بأعمال النجارة، وأيدت تحريات المباحث صحة رواية شاهد العيان. واصل الفريق الأمنى تعقب المتهم، وداهمت المباحث منزل أسرته فى محافظة المنيا لكنهم لم يعثروا عليه، واستمرت محاولات البحث عن مكان اختباء المتهم حتى تم رصد تحركاته فى منزل أحد أصدقائه فى ذات المنطقة التى يسكن فيها، وأُلقى القبض عليه أثناء محاولته الهرب، وتم اقتياده إلى قسم شرطة بدر لتبدأ عمليات استجوابه، وبسؤال المتهم اعترف بتفاصيل الواقعة كاملة وأرشد عن أداة الجريمة.
«ضربت حسين على راسه بالشاكوش عشان شتمنى بأمى مش عشان الفلوس» بتلك الكلمات بدأ القاتل فى شرح تفاصيل جريمته أمام الفريق الأمنى، قائلاً إنه لم يخطط للجريمة لعدم وجود نية مبيتة للانتقام من المجنى عليه، وأن الجريمة حدثت بعد مشادة كلامية عادية، وأنها لم تكن المرة الأولى التى تحدث فيها تلك المشادة بينهما، لكنه فقد أعصابه عندما فوجئ بالمجنى عليه يسبه بألفاظ نابية، فأمسك الشاكوش وهشم رأس المجنى عليه قبل أن يدفعه من أعلى الطابق الثالث.
النيابة حبست المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق ووجهت له تهمة القتل العمد و«الجنايات» تنتظر الأوراق
«هربت من مكان الجريمة عشان كنت خايف من ابن عم المجنى عليه ليقتلنى» بهذه الكلمات واصل المتهم سرد تفاصيل الجريمة، قائلاً إنه تخلص من الشاكوش الذى استخدمه فى الجريمة بإلقائه بين الأخشاب قبل أن يبدل ملابسه ويهرب من مكان الجريمة إلى مقهى فى منطقة بدر، وجلس على المقهى قرابة 5 ساعات حتى تأكد من وفاة المجنى عليها فتوجه بعدها إلى منزل صديقه فى بدر واختبأ فيه حتى أُلقى القبض عليه، «أيوه كان فيه خلافات قديمة مع المجنى عليه من شهرين عشان كنا واخدين شغل نجارة مقاولة مع بعض، وبعد يومين من عملنا فى المقاولة دى تعرضت لمرض منعنى من الذهاب للشغل لمدة 3 أيام»، بتلك الكلمات واصل المتهم شرح تفاصيل الجريمة أمام المباحث، قائلاً إن المجنى عليه خصم من نصيبه فى تلك المقاولة مبلغ 450 جنيهاً عبارة عن الأجر الخاص به فى أيام العمل التى غاب فيها المتهم عن العمل، وعندما طلب المتهم من المجنى عليه اقتسام المبلغ الخاص بالمقاولة وهو 4 آلاف جنيه رفض المجنى عليه وأصر على الحصول على أجر فى الأيام التى غاب فيها المتهم عن العمل، فوافق الأخير على طلبه، «ماكنتش متخيل إن الخلاف بينا يصل للقتل بس ده اللى حصل ماكنش متوقع خالص»، بتلك الكلمات واصل المتهم سرد تفاصيل جريمته أمام الفريق الأمنى، قائلاً إن الخلاف كان على 80 جنيهاً فقط اقترضتها من المجنى عليه قبل الواقعة بيومين فقط، وأن المجنى عليه استعجل فى طلبها فنشبت بينهما مشادة كلامية أثناء وجودهما فى العمل، بعد أن رفض المجنى عليه أن يمهله أسبوعاً حتى يتمكن من سداد 300 جنيه ديوناً عليه، بسبب وجود ديون أخرى عليه لعدد من أقاربه، فتحولت الجلسة التى جمعتهما فى العمل إلى مشاجرة انتهت بقتل أحدهما للآخر.
شاهد لـ«الشرطة»: المتهم ضرب المجنى عليه وأنا فوق السقالة ومالحقتش أحوشه
وفى تحقيقات النيابة التى أشرف عليها المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، حكى المتهم تفاصيل جريمته مرة أخرى، أمام المستشار محمد سلامة رئيس نيابة القاهرة الجديدة الذى قرر حبس المتهم على ذمة التحقيقات بعد أن انتهى من تمثيل جريمته فى حضور مدير النيابة وحراسات أمنية مشددة.