الفقر ملازم «فتحية»: أهرب من مرضى أروح على فين؟
«فتحية» تبيع الخضراوات فى الأسواق الشعبية منذ 28 عاماً
وكأن القدر رفض أن يترك «فتحية» دون أن يضيف إلى مأساتها مزيداً من الدراما، فالمرأة صاحبة الـ48 عاماً عانت كثيراً طوال حياتها، فى البداية مع زوجها حيث خرجت إلى العمل فى بيع الخضراوات من أجل مساندته فى مرضه، وبعد وفاته عانت أيضاً مع أولادها الخمسة حتى تمكنت من تزويج اثنين، والثلاثة الآخرون ما زالوا يستكملون دراستهم الجامعية، أما المعاناة الأصعب فكانت مع المرض، حيث اكتشفت إصابتها بالسرطان فى الرقبة والكلى، ما تسبب فى شعورها باليأس من الشفاء ومن الحياة كلها.
حاولت «فتحية» العلاج على نفقة الدولة من خلال المعهد القومى للأورام، لكنها لم تجد اهتماماً، لأنها لا تملك شيئاً، ومعظم ما تحصل عليه من علاج عبارة عن مسكنات، تهدئ من الآلام التى تنهش فى جسدها، لكنها لا تقاوم المرض اللعين: «باشتغل بقالى 28 سنة، بعد ما جوزى مات كان لازم أكمل شغل عشان أصرف على ولادى، ساب لنا معاش ألف جنيه مش مكفى الإيجار والأكل والشرب ومصاريف المدارس والجامعات».
تحتاج «فتحية» لجراحة لكنها أرجأت إجراءها لظروف الفقر الذى يحاصرها: «باخد ألف جنيه معاش جوزى، بدفع منهم 550 إيجار شقة واللى بيتبقى باحطه على اللى باكسبه من الخضار اللى ببيعه وبمشى بيه مصاريف البيت، العيال مصاريفها كتير». مكسب فتحية فى اليوم لا يزيد على الـ30 جنيهاً، وتؤكد أنها أحياناً تعود بالخضار إلى البيت بسبب ركود البيع.