محمد غزلان يكتب لـ"المساء": قليل من السياسة
صورة أرشيفية
قال الكاتب الصحفي محمد غزلان في مقاله الذي نشرته جريدة "المساء" أمس تحت عنوان "قليل من السياسة" إن "يبدو أن ما يقوله الأجانب عن العقلية العربية سليم مائة في المائة، إلا أننا نكابر، نكابر بفعل اعتزازنا بعروبتنا من ناحية ونكابر لأننا تعلمنا أو أن هناك من علمونا ألا نصدق فيما يقوله الغرب والأجانب عنا، إلا أن المتابع للمواقف العربية الرسمية خلال الفترة الأخيرة يدرك أن هناك خللا بالفعل في العقلية العربية، تلك العقلية التي يقول عنها فلاحو مصر أنها لا تميز بين من يعلمها الوضوء والطهارة ومن يتركها على جنابة أمور كثيرة وصغيرة إلا أنها مترابطة ونكشف أن هناك من العرب وللآسف الشديد من لا يريد لمصر أن تنهض ومن لا يرغب أن يرى مصر تعود إلى دورها القيادي والتاريخي كقوة إقليمية يجب أن يحسب لها ألف حساب".
وأضاف غزلان أن "هناك من لا يرغب بالفعل الا يري مصر ويتمني من كل قلبه ان تظل في اضطرابها وان تبقي في أوضاع الحاجة والخنوع وعندما يكتشف ان كافة طرق الحصار لا تجدي مع مصر. يلجأ إلى أساليب المكايدة التربص ولعب الصغار والحقيقة أن الفترة الأخيرة الماضية شهدت أحداثا يصعب وصفها وتحركات دبلوماسية يسهل متابعتها وسير أغوارها وأهدافها ولنبدأ من المؤتمر الإفريقي العربي الذي عقد في غينيا الإستوائية والذي انسحبت فيه المغرب بسبب حضور وفد الجمهورية العربية الصحراوية وتبعتها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة إلى اليمن والصومال وغضبت الدول المنسحبة من استمرار مشاركة مصر في أعمال المؤتمر ورغم أن رئاسة الجمهورية في مصر أصدرت بيانا أوضحت فيه أنها لا تعترف بالجمهورية الصحراوية إلا أنها تعلم أن جبهة البوليساريو عضوا في الاتحاد الإفريقي موقف بقامة مصر. إلا أن هناك بعض القامات الصغيرة والقصيرة والأبواق الإعلامية الصدئة التي صرحت بأن موقف مصر هذا مغازلة للجرائر وطمعاً في بترولها وغازها هذه الأقلام الصغيرة".
وأوضح: "قد لا تعرف عمق العلاقة المصرية الجزائرية وأن الجزائر هي البلد الوحيدة الذي اذا قدم مساعدة لمصر لا يعلن عنها ابداً الا ان كشفتها القاهرة وهذا ما حدث في أزمة المحروقات العام الماضي حيث قدمت الجزائر وعلي وجه السرعة ما يسد العجز في الاحتياجات المحلية ورغم ذلك كله فان العلاقة الممتدة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتي الآن تتميز بالثقة والاخلاص والاحترام الذي تفتقده كثير من العلاقات الدولية"، مختتما: "أمور جديرة بالمتابعة الا ان الفم مليء بالماء وهناك من يظن ان اثيوبيا وسد النهضة شوكة في ظهر مصر والحقيقة أنه شوكة ولكنها ليست في ظهر مصر أو قلبها، مجرد شوكة بسيطة في قدمها سيتم التعامل معها أجلا أو عاجلا.. أخبار بسيطة وقصيرة وسريعة ولكنها جديرة بالمتابعة والرصد زيارة الملك محمد السادس إلي دول شرق أفريقيا ووسطها ومنها زيارته إلي اثيوبيا وزيارة رئيس الوزراء الاثيوبي إلي السعودية أنه قليل من كثير. قليل من السياسة يفسد المعدة والعقل والمزاج العربي وهناك من لا يصدقه الغرب للاسباب التي ذكرت".