إبراهيم أبوكيلة يكتب لـ"الجمهورية": عندما يتطاول الأقزام
جريدة
قال الكاتب الصحفي إبراهيم أبوكيلة، في مقال له نشرته جريدة الجمهورية، اليوم تحت عنوان "عندما يتطاول الأقزام"، إن "سيظل العرب شرقا وغربا.. في حاجة إلي مصر.. فقبل أن يقسمهم الاستعمار إلي كنتونات - سميت تجاوزا دولا - علي أسس عصبية وعرقية ومذهبية وطائفية.. لم تتأخر مصر يوما عن مد يد العون والمساعدة للأشقاء العرب، ماديا ومعنويا وعلميا، لم يعاير المصريون أشقاءهم العرب.. بما قدموه لهم وقت الشدة، وإذا كان بعض المصريين.. يذكر بعض العرب بفضل مصر عليهم.. فذلك يأتي من منطلق أن هؤلاء نسوا أو تناسوا فضل مصر عليهم.. وتطاولوا عليها وعلي شعبها.. وعايروهم بما قدموه لمصر في شدتها".
وأضاف أبو كيلة "إن ما تفعله قطر وغيرها.. ليس إلا تنفيذا لتوجيهات وأوامر من المتآمرين علي مصر.. الذين يحركون هذه الدويلات كدمي.. لتتطاول علي مصر الصامدة.. وأبشرهم بأن ما تعانيه مصر.. ما هو إلا أزمات اقتصادية عارضة.. ستخرج منها أفضل وأقوي.. وسيأتي اليوم الذي تستغيثون بمصر.. وتطلبون عونها.. وستغيثكم مصر كما هي عادة الكبار.. أيها الصغار.. ولكم في التاريخ آية وعبرة". موضحا "ستمضي السنوات العجاف اليابسات.. وستأتي السنوات السمان الخضر.. وستظل مصر هي الملجأ والملاذ.. فمنذ فجر التاريخ.. إذا ضاقت الدنيا بأحد لجأ إلي مصر.. حيث الأمن والأمان.. وإذا جاع أحد.. هبط مصر حيث الخير والبركة.. وعندما هدد المغول والتتار العالم.. انكسرت شوكتهم علي صخرة مصر.. وعندما اجتاح الصليبيون المنطقة.. شتتهم جيوش مصر.. بقيادة صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس والأشرف قلاوون.. وعندما اتخذ محمد علي من المصريين جندا.. فتح بها الشام ووصل إلي قلب الدولة العثمانية شمالا وإلي أدغال أفريقيا جنوبا.. ولولا تآمر كل القوي الأوروبية عليه.. لما توقف عند أي حدود.. وسيظل جيش مصر.. الذي تتناولونه بالسوء.. صامدا مدافعا عن العروبة والإسلام.. بعدما سقطت كل الجيوش العربية. عندما وقعت المجاعة في عهد إبراهيم الخليل عليه السلام.. هبط مصر.. وعاد منها بخيرات كثيرة.. ومعه هاجر أم العرب أجمعين.. وعندما وقعت المجاعة أيام حفيده يعقوب.. لجأ أبناؤه أسباط إبراهيم إلي مصر.. ومنحهم أخوهم يوسف عليه السلام.. القائم علي خزائن مصر الخير الكثير.. وفي العصر الروماني كانت مصر تمد أوروبا بالغذاء.. وعلي مدار التاريخ.. كانت مصر تعطي دون مقابل.. وتمنح دون من وتطاول.. وتقدم دون أن تنتظر شكرا.. وستظل كذلك إلي يوم الدين".
واختتم أبوكيلة "يجهل الأقزام المتطاولون.. أن مصر هي قلب العرب والمسلمين النابض.. إن صحت صحوا.. وإن مرضت مرضوا.. هذا هو حالهم جميعا الآن.. مرضي يعيشون حالة من عدم الاستقرار.. تتهدد وجودهم.. ولن يدفع عنهم هذا الخطر إلا مصر.. مصر تمرض ولكنها سرعان ما تتعافي.. وتزيدها الشدائد بأسا وقوة.. أما أنتم يا من لا تاريخ ولا أصل.. فستندمون يوم لا ينفع الندم.. ولن تركع مصر إلا لله".