المرور فى القاهرة.. محلك سر
المرور فى القاهرة
لا أمل فى برنامج للإصلاح الاقتصادى لا يسبقه حل لأزمة المرور فى القاهرة الكبرى، ولا أمل فى حل الأزمة دون تطوير وسائل النقل الجماعى بشكل علمى يراعى كافة جوانب الأزمة. الغريب أن الأزمة معروفة وحلولها متاحة، بعضها حبيس أدراج الوزارات المعنية، لكن أحداً لا يتحرك، حتى تفاقمت المشكلة وأصبحت عاصمة مصر أسوأ مدن العالم مرورياً، حيث لا تتجاوز السرعة فى شوارعها 10 كيلومترات فى الساعة، أى «محلك سر»، ما يربك حسابات المواطنين اجتماعياً واقتصادياً، ويكبد الدولة أكثر من 40 مليار جنيه سنوياً وخسائر أخرى يصعب حصرها نتيجة هروب المستثمرين من «علبة السردين الكبيرة». فشلت الحكومات المتعاقبة على مدار أكثر من 30 عاماً فى حل الأزمة، ليس لاستحالة الحل كما يؤكد الخبراء، لكن لعدم الجدية فى التعامل مع المشكلة أحياناً والتشخيص الخطأ أحياناً أخرى، فضلاً عن قناعة مستقرة فى أذهان بعض المسئولين أن هذا الاختناق المرورى «قضاء وقدر» يجب التسليم به بدلاً من البحث عن حلول. «الوطن» تعيد طرح أبعاد ذلك الملف الشائك مجدداً، أملاً فى لفت أنظار المسئولين لأهميته، من خلال معايشات داخل بعض وسائل النقل الجماعى، التى تكشف عن حجم المأساة التى يعانيها المواطن أثناء استخدامه لها، وعلى رأسها أوتوبيسات النقل العام التى تلتهم مليار جنيه دعماً سنوياً من الدولة، لكن تبقى عاجزة مكدسة تسير مثل السلحفاء شأنها فى ذلك شأن باقى المركبات فى شوارع المحروسة المزدحمة معظم ساعات اليوم، وكذلك الحال بالنسبة لـ«عفاريت الأسفلت» أو سائقى الميكروباص الذين يتعذبون ويعذبون الناس بوضعهم العشوائى، وأوتوبيس النقل النهرى الذى تحول على مدار 50 عاماً إلى وسيلة تنزه على ضفاف النيل الملوث لا يساهم بشىء يذكر فى حل أزمة المرور، ثم حوار مطول مع خبير النقل الدكتور أسامة عقيل عن الأسباب والحلول.