"الوطن" تنشر كلمة "تواضروس" أمام اتحاد البرلمانيين الأرثوذكس الأوروبي
تواضروس خلال القاء كلمته
ألقى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، كلمة خلال زيارته لمقر اتحاد البرلمانيين الأرثوذكس الأوروبي، في اليونان، خلال زيارته التاريخية الحالية إلى أثينا.
وأكد البابا خلال كلمته، أن المصري تجتمع فيه كثير من الحضارات؛ الفرعونية والآسيوية والمسيحية والعربية، وأن مصر تأخذ شكل مربع بطول 1000 كم، وتتكون من ضلعين ماء وضلعين صحراء، والنيل يجري في وسطها، ويسكن نحو 99% من المصريين حول النيل، قائلا: "نحن نشرب منه الماء والاعتدالية والوسطية، وفي مصر نعتبر أن المصري له أب هو النيل وأم هي الأرض".
وأضاف تواضروس: "مصر نشأت فيها الحضارة الفرعونية ثم الرومانية ثم المسيحية والحضارة الإسلامية، ومصر هي التي علمت العالم فن (الأعمدة)، ففي عصر المسيحية بنيت المنارة وفي الإسلام بنيت المئذنة، ومصر مؤخرا تعرضت لعدة ثورات، وكثير منها إيجابي وسلبي، وأي تغيير يحتاج إلى وقت وبالذات تغيير الفكر".
وتابع البابا: "رغم أن العلاقة بين الكنيسة والدولة طيبة، إلا أنه لم يحدث أن زار رئيس الدولة الكنيسة إلا منذ سنتين فقط، حين زار الرئيس عبدالفتاح السيسي الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد، كما أن البرلمان المصري للمرة الأولى يكون فيه 39 عضوا مصريا مسيحيا، وكذلك في مصر كانت الكنائس تبنى بلا قانون، وكانت تحدث مشكلات كثيرة، أما الآن تم عمل قانون لحل هذه المشكلة حتى أن الكنائس التي بُنيت بدون تصريح سيتم الاعتراف بها".
وردا على مناشدة اشتراك مصر في هذا البرلمان، قال البابا: "الأمر يحتاج إلى الوقت، فالشرق يقولون عنه إنه معبد كبير، والغرب يقولون عنه إنه معمل كبير، وهذه المنطقة يسكن فيها كثير من إخوتنا المسلمين والمسيحين فهذا يحتاج وقت".
وعن رؤية الكنيسة لما يحدث في العالم، قال البابا: "النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو، فحينما يشبع الإنسان من المحبة داخل مجتمعه وأسرته وكنيسته ومسجده، حينها يستطيع أن يدوس أي إغراء، أما النفس الجائعة روحيا ولا تجد الحب تنحرف إلى الإرهاب، وإذا شبع الإنسان لن يلجأ إلى العنف والحرب، وبسبب الأجهزة الحديثة زاد في الإنسان جفاف قلبه".