واشنطن بوست: علاقات أمريكا بروسيا قد تتعقد بسبب تورط شيشانيين في "تفجيرات بوسطن"
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن تورط مواطنين أمريكيين من أصل شيشاني في تفجيري ماراثون بمدينة بوسطن الأمريكية، كما هو مرجح، سيتسبب في تعقيد الدبلوماسية الأمريكية - الروسية بشأن الأزمة السورية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، "إن العلاقة المحتملة بين تفجيرات بوسطن والصراع الشيشاني من أجل الاستقلال عن روسيا، قد تزيد من حدة المعارضة الروسية بشأن إجراء أي تدخل خارجي في سوريا، فضلا عن عرقلة إمكانية تسليح المعارضة السورية".
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا خاضت حربين لمحاولة قمع انفصال الشيشان عنها، كما إنها تتعرض لاتهامات متواصلة بشأن ارتكاب أعمال وحشية ضد المدنيين في الشيشان بزعم وجود ما تسميه بـ"عناصر إرهابية" في الشيشان ذات الأغلبية الإسلامية وجمهورية داغستان الروسية المجاورة؛ مشيرة إلى أن هذه التجربة تعزز الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد في معركته الدائرة منذ عامين لإخماد التمرد الذي يطلق عليه هو الآخر "عمل إرهابي".
وتابعت الصحيفة قولها "ومع وضع الشيشان في الاعتبار، تعارض موسكو اتخاذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أي إجراء لمعاقبة الأسد أو دعم المعارضة السورية، كما عارضت في السابق أي تدخل لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا إبان فترة الثورة الليبية عام 2011".
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية، وتأمل في أن تحصل على موافقة ضمنية من روسيا، ولو لمرة على الأقل، بشأن تقديم مساعدات عسكرية للثوار في سوريا من شأنها وضع حد للحرب الأهلية المستعرة؛ إلا أن روسيا لا تزال تخشى من أن أي عمل دولي قد يمنح الشرعية للمعارضة في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيسعى للضغط على نظيره الروسي سيرجي لافروف بشأن سوريا، مطلع الأسبوع المقبل في اجتماعهما الثاني خلال ثلاثة أسابيع ، وسيجتمع أيضا مع حلفاء أوروبيين ومن دول خليجية، والتي تعد أكثر انخراطا في هذه الأزمة المتفاقمة.
ونقلت الصحيفة عن مارك كاتز، وهو باحث روسي في جامعة جورج ميسون، قوله "مما لا شك فيه أن موسكو ستشير إلى هذه التفجيرات لتعزز حجتها بأن الإرهابيين ينشطون في سوريا والشيشان أيضا".
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن واشنطن لم تكن من أشد منتقدي التحرك الروسي في الشيشان ولم تعترف قط بالشيشان كدولة مستقلة، إلا أنها ستكون هدفا غير عادي بالنسبة للجماعات الإرهابية في الشيشان.
واستأنفت الصحيفة تقول "إن الدافع المحتمل وراء ارتكاب الشقيقين جوهر تسارناييف، 19 عاما، وتامرلان تسارناييف، 26 عاما، ذوي الأصول الشيشانية والمشتبه في وقوفهما وراء حادث بوسطن، ربما يعود إلى مواقف الولايات المتحدة وتحركاتها المعادية للإسلام من وجهة نظرهما".