"موت وخراب ديار".. صيادون غارب خرجوا من 3 أشهر حظر إلى بطالة دائمة بسبب السيل
طفلة السيل تعكر مياه البحر
"حتى السمك مسلمش من السيل"، هكذا لسان حال الصياد الشاب، الذي يجلس يضرب كفًا على كف، بعدما صار يعيش في بطالة منذ أكثر من 4 أشهر، فمع الأيام الأولى من الشهر الجاري، بدأ يعد شباكه، التي ينصبها للسمك، ولكن الرياح تأت بما لا تشته السفن، فنصب السيل شباكه للصيادين، وقبعوا في منازلهم، لتتوقف مراكبهم بالمرسى، كما توقف كل شيء عن الحياة في "غارب".
"هو ده الموت وخراب الديار اللي بيقولوا عليه"، هكذا يتحدث "ممدوح عبدالشافي" الصياد صاحب الـ22 عامًا، عن المعاناة التي بدأت قبل السيل بثلاثة أشهر، "كنا وقتها في فترة منع الصيد، ودي حوالي 3 شهور في السنة، لأن ده موسم التكاثر عند الأسماك، ومحرم فيها الصيد، للحفاظ على الأسماك"، وما إن بدأ الصياد العشريني وأقرانه من الصيادين يشعرون بانفراجة، وقرب نهاية مدة الحظر، والعودة إلى البحر، كانوا على موعد مع السيل، الذي عطل كل شيء بمدينة "الفنار".
ممدوح: "طفلة السيل عكرت مياه البحر وموتت الشعب المرجانية وطفشت السمك"
فمثلما دمرت مياه السيل على المنازل، وأغرقت الطرق، وجرفت الأخضر واليابس في المدينة، وعكرت مياه النيل، لم تترك البحر في حاله، بحسب ما يؤكد "منير مختار" الصياد الشاب، "السيل بيحمل الطفلة، ودي بتبقى فيها طين وتراب وحيوانات وزواحف ميتة وكل حاجة جرفها السيل من الأرض، وبعدما هدمت البيوت خرجت على البحر، ودمرت الشعب المرجانية، والسمك هج من المنطقة، لأنه معدش فيه حاجة يتغذى عليها"، ولم يعد يبقى للصيادين من البحر سواء "الماء العكر".
أكثر من 70 مركب صيد ونزهة، تعطلت بعد السيول، التي وقعت في "غارب"، أصبح أصحابها والعاملون عليها عاطلين عن العمل، ويحتاجون إلى إعانة، في وقت فوجئ عدد كبير منهم فيه بعدم إدراج أسمائهم بجميعة الصيادين، المسئولة عن حمايتهم وتعويضهم، "ملقناش اسمائنا في جميعة الصيادين، المسئولة عننا، وأحنا اللي مأسسنها، بحجة عدم استكمال الأوراق، رغم إن محدش بلغنا باستكمالها، يعني بقا لا في لا صيد ولا تعويض عن العطلة والبطالة اللي بقينا فيها".