فارس صناعة الطيران فى العالم: فخور لأننى بورسعيدى
الدكتور وجدى حبشى رئيس مركز البحوث الصناعية لشركة لوكهيد مارتن بيل للهليكوبتر
«فخور لأنى مصرى بورسعيدى استطاع أن يأتى بالصين لتختبر طائراتها لديه»، بهذه الكلمات تحدث الدكتور وجدى حبشى، رئيس مركز البحوث الصناعية لشركة لوكهيد مارتن بيل للهليكوبتر، وواحد من أفضل خمسة وعشرين عالماً فى كندا، ومن أفضل الشخصيات المؤثرة فى صناعة الطيران، فى حواره، لـ«الوطن»، عن المشروعات التى أنجزها حديثاً.
وجدى حبشى: أسعى لتصميم طائرة أسرع عشرين مرة من الضوء.. و7 طلاب يعملون على المشروع
لقب «حبشى» بفارس من مقاطعة كيوبيك، بعد حصوله على العديد من الجوائز العلمية والصناعية فى مجال صناعة الطيران، ويعمل حالياً للتنسيق بين الشركات العالمية التى يعمل بها وجامعات محور قناة السويس: جامعتى قناة السويس والإسماعيلية، لإهداء نموذج محاكاة وفقاً لأحدث التقنيات يساعد طلاب كليات الهندسة بهذه الجامعات على تصميم مشروعات تخرجهم بشكل أفضل وأسرع. ويقترح «حبشى» خطة يمكن من خلالها أن تدخل مصر عالم صناعة الطيران عالمياً، مردداً: «الصين عقولها مش أحسن مننا».. وإلى نص الحوار:
■ بداية، ما مقترحاتك فى أول زيارة علمية لمصر بعد مرور أكثر من خمسين عاماً على هجرتك لكندا؟
- تتمثل فى فرصة ذهبية تشترك فيها أكبر شركة محاكاة فى العالم اسمها «أنسيس»، تحدثت معهم وهم على استعداد لدعم جامعات قناة السويس بوسائل محاكاة حديثة يستخدمها الطلبة فى مشروعاتهم الداخلية بالجامعة، ويمكن لأساتذة الجامعة استخدامها أيضاً، ما يؤهل جيلاً من شباب جامعات قناة السويس للعمل بكفاءة بمحور القناة بدلاً من الاستعانة بالخبراء الأجانب. وأقترح أن تطالب مصر الشركات التى تشترى منها معدات مثل الغواصات أو الطائرات بأن تلزم هذه الشركات باستثمار أموال داخل مصر بنفس المبالغ التى دفعتها فى شراء المعدات، وهو ما تفعله كندا مع العديد من الشركات، فمثلاً فى حال شراء كندا لطائرات من أمريكا بتكلفة اثنين مليون دولار تلزم كندا الشركة بصرف نفس قيمة المبلغ فى مشروعات بحثية أو صناعية، وهو ما تفعله الشركة بتأسيس مصانع داخلية لتصنيع قطع غيار، والإنفاق على مشروعات بحثية داخلية لتطوير الصناعات، وغيرها من الاستثمارات التى تفيد الشركة، وكانت ستنفذها فى دول أخرى بأى حال، والأولى أن تنفذها فى الدولة التى تعقد معها الصفقات لشراء معداتها.
تحدثت مع أكبر شركة نماذج محاكاة فى العالم ووافقت على دعم جامعات «قناة السويس» لتأهيل الشباب للعمل بالمحور
■ وما الضمانة لتشجيع المشروعات الصغيرة؟
- تطبق كندا نظاماً متطوراً لدعم البحوث والابتكار بالمشروعات من خلال دعم خمسة وسبعين فى المائة من الأموال التى تصرفها الشركات الناشئة فى حال أنها بدأت فى تطوير نفسها من خلال عمل الأبحاث، وبالفعل بدأت شركتى الخاصة بالتعاون مع فرد وفى النهاية وصل عددها إلى ثمانية عشر شخصاً حصلوا جميعهم على ماجستير ودكتوراه، ودفعت الحكومة للشركة خمسة وسبعين بالمائة من التكلفة التى دفعناها فى البحوث لتطوير عمل الشركة، ولولا هذا الدعم ما استطعت تأسيس شركتى، بمبلغ يصل إلى مليون دولار، إلا أننى بدأت بمبلغ صغير، وعادت لى التكاليف مرة ثانية فى صورة دعم من الدولة، وعندما تتأكد الحكومة أن المشروع بدأ فى النجاح تبدأ فى رفع الدعم عنه، فى حال تطبيق هذا النظام فى مصر يمكننا تقديم دعم حقيقى للبحث العلمى المتضافر مع المشروعات الاستثمارية الصغيرة للنهوض بها ودعمها طالما تعتمد على الأبحاث العلمية فى تطويرها وتأسيسها.
■ من أين تبدأ مصر للدخول فى عالم صناعة الطيران؟
- لا توجد دولة فى العالم تصنع الطائرة من الألف للياء، بل كل شركة تختص بتصنيع قطع غيار مختلفة من الطائرة، حتى لا تتحمل شركة بعينها خسارة فادحة فى حال ضعف تسويق نوع ما من الطائرات، والخسارة تصبح مقسمة على عدد كبير من الشركات، وكذلك المكسب، وأصبحت الصين وتركيا حالياً من الدول المتقدمة فى مشاريع الطيران، عقولهم ليست أفضل من العقول المصرية، ويمكن أن نبدأ بعمل اتفاقيات مع شركات الطيران للمشاركة فى الطائرات الجديدة التى تصمم حالياً، وأقترح أن نبدأ مع الصين، بخاصة أنها تفضل الشراكات مع العديد من الدول لما له من فوائد سياسية لها، وتبدأ مصر فى تصنيع أجزاء الطائرات غير الحاملة، أى بعيداً عن الأجزاء المرتبطة بالجناح، لأن تصميمه سرى لدى الشركات العالمية، ولن تجد شركة تفصح لك عن تصميم الجناح تحديداً، لأنه قلب الطائرة إن توقف توقفت معه الطائرة بالكامل، وفى حال أخفقت الشركة فى صناعة جناح للطائرة يتسبب فى استهلاك للبنزين بنسبة واحد فى المائة زيادة، وهو خسارة مقارنة بالعمر الافتراضى للطائرة خمسين عاماً، وكميات البنزين المستهلكة خلال هذه الأعوام، بخاصة لو ظهرت طائرة أخرى تصميم الجناح فيها يستهلك واحداً فى المائة أقل بالبنزين، وأداء الطائرة يعتمد كلياً على انسياب الهواء على الجناح، والشركات تعتمد فى تصميمها للطائرات على أدوات المحاكاة بالطرق الحسابية باستخدام الحاسب الآلى، ما يجعل امتلاك مصر للسوبر كمبيوتر أو الكمبيوتر العملاق الممر الحقيقى لدخول عالم التصميم، بخاصة فى المركز البحثى الذى تنوى مصر إنشاءه فى محور قناة السويس، واستعمال الكمبيوتر العملاق ليس بالأمر المعقد بل يمكن التدريب على استعماله بطريقة سريعة، وهذا النوع من الكمبيوتر له اتصالات سريعة جداً ويمكنه إنجاز معاملات حسابية فائقة فى عمليات التصميم، فمثلاً لحساب انسياب الهواء على قطع من الجناح يحتاج ألف نقطة من الحسابات على الكمبيوتر الصغير، بينما تصميم الطائرة بالكامل يحتاج مائة مليون نقطة حسابية، وهو ما ينفذه الكمبيوتر العملاق.
■ ماذا عن المشروعات التى تعمد لتنفيذها فى الوقت الحالى؟
- أعمل حالياً فى اثنين من المشروعات الكبيرة، أحدهما مشروع لتصميم طائرة تسير بسرعة أكثر عشرين مرة من سرعة الضوء، بخاصة أن الطائرات التى تطير حالياً تسير بسرعة ثمانين فى المائة من سرعة الضوء، أى إنها طائرة جزء منها صاروخ، والآخر طائرة عادية، ومسئوليتى تتمثل فى تصميم حسابات المحاكاة المرتبطة بتصميم هد الطائرة، على أن تكون رحلة الطيران من نيويورك إلى طوكيو فى خمسة وأربعين دقيقة فقط، والمشروع يعمل فيه سبعة طلاب بتمويل من شركة لوكهيد مارتن ييل، وهناك مشروع آخر أعمل به يتعلق بتقصير فترة اختبار الطائرات الجديدة لاعتمادها من هيئات الاعتماد الدولية فى أمريكا وكندا وأوروبا.