بروفايل| رجائى.. الثأر
العميد عادل رجائى
استيقظ فى الخامسة فجراً، ودّع زوجته، وخرج باكراً كعادته كل يوم، مرتدياً بدلته العسكرية الأنيقة، بوجهه البشوش ألقى العميد عادل رجائى التحية على العساكر المرابطين أمام منزله بمدينة العبور، لكنهم لم يكونوا وحدهم فى انتظاره، حيث باغتته رصاصات الإرهاب التى سكنت رأسه وبطنه فأردته شهيداً، ولكن بعد شهرين على الحادث الآثم نجحت الشرطة فى قتل الإرهابيين المتورطين فى اغتيال قائد الفرقة التاسعة مدرعات بالجيش المصرى، أمس، بعد تبادل لإطلاق النيران بمحافظة المنوفية.
«رجائى» قائد الفرقة التاسعة مدرعات بالجيش المصرى، التى تمثل احتياطياً رئيسياً للقوات حال نشوب مواجهة عسكرية، ولد بالقاهرة، تخرج فى الكلية الحربية وتدرج بالمناصب بداية من قائد كتيبة، ورئيس عمليات الكتيبة، حتى وصل لقائد لواء مدرع بالمنطقة المركزية بسلاح المدرعات، وتزوج فى يناير 1998.
«الشهيد رجائى» لعب أدواراً هامة فى ظل التحديات الأمنية الجسيمة التى شهدتها البلاد فى فترة ما بعد أحداث 25 يناير 2011، وما شهدته البلاد من انفلات أمنى دفع القيادة السياسية للبلاد للاستعانة بالقوات المسلحة لتأمين «الجبهة الداخلية»، ليُكلَّف من قبَل قيادة المنطقة المركزية العسكرية بتأمين قطاعات كبيرة من محافظات مصر، وهى «الجيزة، وبنى سويف، والفيوم».
لعب «رجائى» أدواراً هامة فى عمليات مواجهة الإرهاب بشمال سيناء، بعد تكليفه من القيادة العسكرية للبلاد بمهام جسام، حيث تحمّل على عاتقه مسئولية هدم الأنفاق بين مصر وقطاع غزة لمنع تسلل الإرهابيين إلى سيناء، خلال خدمته فى رفح، كما تولى هدم المنازل فى مدينة رفح لإنشاء المنطقة العازلة فى سيناء، لقطع الطريق على الإرهابيين المقبلين من قطاع غزة والفارين إليها.
توفى رجائى فى أكتوبر 2016 عن عمر يناهز 52 عاماً، أمام منزله بمدينة العبور بعدما وجّه له الإرهابيون 12 طلقة، ومنذ وفاته تكثف قوات الأمن جهودها فى محاولة إلقاء القبض على الجناة، حتى توصلت لموقع الخلية بالمنوفية، وهم: طارق جويلى، سائق مقيم فى كفر داود بمركز السادات، ويوسف عبدالمقصود، حاصل على الابتدائية مقيم فى قرية الأخماس بمركز السادات، وينتميان إلى جماعة تطلق على نفسها «لواء الثورة»، وكانا يتكفلان بصناعة القنابل لتنفيذ عمليات إرهابية نوعية، وعُثر معهما على كمية كبيرة من المتفجرات.