خبراء إسلاميون: الزيارة محاولة لتقديم البديل وسحب البساط من «الإخوان»
أرجع عدد من خبراء الإسلام السياسى، زيارات قيادات الدعوة السلفية إلى الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة مؤخراً، إلى وجود صراعات سياسية خفية بينها وبين الإخوان، وفى محاولة منها لتقديم نفسها كبديل للغرب وسحب البساط من التنظيم سياسياً.
وقال الدكتور عمر غازى، مدير مركز الدين والسياسة: «منذ اللحظات الأولى لاتجاه الدعوة السلفية لدخول المعترك السياسى وقبل تأسيس حزب النور سعت إلى التواصل مع أذرعتها فى الخارج وخصوصاً فى السعودية، فأرسلت مندوبين لها وعلى رأسهم الشيخ جلال مرة بصفة شخصية لمقابلة المجموعات السلفية المغتربة وإقناعهم بمشروع الحزب، تلت ذلك زيارات لنظرائهم فى ليبيا والسودان ربما يفهم منها نقل التجربة والتواصل مع التيارات الأقرب إليهم فكرياً وسياسياً بغرض تأسيس تنظيم دولى أشبه بتنظيم الإخوان الدولى».[SecondImage]
وأضاف لـ«الوطن»: «الدعوة السلفية لديها طموح كبير بأن تكون بديلاً واقعياً للإخوان فى المستقبل، إذا ما حالف مشروعها الفشل، ولذلك حاولت التحرر من الموالاة الإخوانية مبكراً بخلاف الأحزاب السلفية الأخرى وسعت لتقديم نفسها كتيار وسطى قادر على استيعاب الآخر والاقتراب من المعارضة بجميع أطيافها، فى الوقت الذى تعانى فيه الجماعة من عثرات على المستوى السياسى المحلى».
وتابع: «فمثلما سعت الإخوان فى عهد النظام السابق، وهى على رأس المعارضة إلى تقديم نفسها للولايات المتحدة على أنها تيار وسطى منفتح سياسياً وبذلت جهداً لطمأنة صناع القرار فى واشنطن فإن السلفيين أيضاًً بذلوا ذات الجهد وما زالوا من أجل الوصول لتلك القناعة، ولعل زيارة رموز الدعوة السلفية للولايات المتحدة وإن كانت تحمل طابعاً غير رسمى، إلا أنها تحوى أهدافاً سياسية فى الصميم تشكل ضغطاً على الإخوان قد يراها البعض فى صورة البديل الذى يوثق فيه لدى أمريكا».
من جانبه، قال أحمد بان، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية: إن الإخوان وضعوا أنفسهم مبكراً فى دائرة الابتزاز الأمريكى والذين بدورهم يحركون السلفيين من خلال السعودية من أجل إشراكهم فى الحكم ليبقى للأمريكان ذراع آخر داخل الإدارة المصرية الجديدة، مشيراًً إلى أن زيارة قيادات الإخوان لإيران إنما هى مجرد محاولة من الرئيس محمد مرسى لترميم صورته كفاعل فى الملف السورى، بعد أن تذكر فجأة مبادرته الرباعية فأرسل مستشاريه ربما لأمر آخر وهذا هو الغطاء.
وأضاف لـ«الوطن»: «أما تصريحات الشيخ محمد عبدالمقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى اتهم فيها حزب النور بأنه يحاول تقديم نفسه للأمريكان كبديل للإخوان فهى فى سياقها الطبيعى، وكل ما يحدث هو لون من ألوان العبث وغياب الرؤية فى الحركة إقليمياً ودولياً فالجماعة ليس لديها رؤية للتعامل مع الداخل أو الخارج».
وتابع: «لا يملك السلفيون جسارة طرح أنفسهم كبديل فى المدى المنظور ويعترفون بأنهم يحتاجون بعض الوقت للإجابة عن أسئلة الدولة ولا بأس من استمرار حرق الإخوان فى الشارع».
وقال نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد السابق: إن السلفيين أدركوا أن مساندتهم للإخوان باءت بالفشل فلم تعطهم نصيباً من التركة رغم أن الجماعة تدرك أن نجاحها جاء بسبب تكتلاتها مع السلفيين.
وأوضح لـ«الوطن»، أن السلفيين يعرضون أنفسهم للغرب على أنهم بديل للإخوان، ولمواجهة تحركات الإخوان الدولية، وأدركوا أن السلم الذى يوصل لهذا الأمر هو «البيت الأبيض»، قائلا: «من يتحدث بأن السلفيين عملاء فأقول لهم مقولة المسيح (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)، فلا أحد يتهم أحداً بالعمالة».[FirstImage]
وتابع: «يمكن أن نرى قبول النور للتعاون مع إيران قريباً، أما الإخوان فسيبقون فى يد أمريكا، وإنما التقارب مع طهران ما هو إلا ورقة ضغط على الإمارات والسعودية للحصول على منافع منهم»، مضيفاً: «الكل بيشرب شاى بالياسمين، بل البعض منهم بيشرب ياسمين صرف».
وقال الشيخ محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن حزب النور يسعى بجد وبخطوات حثيثة الآن لتقديم نفسه للغرب عامة وللأمريكان خاصة، على أنه البديل الجاهز للإخوان، فيما لو أرادت واشنطن التخلى عن الجماعة، لأن سياسة أمريكا معروفة بـ«القنوات البديلة».
وأضاف لـ«الوطن»: «قبل أن تتخلى أمريكا عن نظام مبارك، كانت قد أوجدت البديل وهو نظام الإخوان، وهو ما رآه قادة حزب النور وعرفوه، ومن ثم أرادوا أن يكرروا اللعبة مع الأمريكان، ليكونوا هم البديل لنظام الإخوان إذا أرادت أمريكا إسقاطه».
أخبار متعلقة:
للمرة الأولى.. وفد «النور» يزور واشنطن ويلتقى مسئولين أمريكيين