بروتين الفقراء أصبح حلماً: كيلو اللحم المستورد بـ75 جنيهاً
اللحوم المستوردة أصبحت رفاهية
«آه البلدى يؤكل.. بس لما يبقى معانا تمنه»، قالها أثناء مروره بجزار يعلق بضاعته المذبوحة الطازجة وإلى جوارها ورقة بيضاء حملت السعر دون حياء «الكيلو بـ140 جنيهاً»، لم يتوقف الرجل كثيراً أمامها، عاد إلى محله المتخصص فى بيع اللحوم المجمدة وهو يحدث نفسه «فين أيام ما كان كيلو اللحمة المستوردة بـ67 صاغ»، يعود ماهر صالح بذاكرته قبل 40 عاماً عندما بدأت اللحوم المستوردة تغزو الأسواق مع بدايات «الانفتاح الاقتصادى»، حين طرحتها الحكومة بديلاً للحوم البلدية، بعدما ارتفع سعرها من جنيه إلى جنيه ونصف وقتها: «كان ساعتها الدنيا لسه فيها بركة برضه، والإقبال عليها مش كبير، ومكانش فيه وقتها غير اللحمة الصومالى بس».
بدأت بـ67 صاغاً فى السبعينات ثم 4 جنيهات فى أوائل الثمانينات وتخطت الـ30 جنيهاً قبل الثورة
بدأ «ماهر» مشروعه، وفتح محله فى «كفر الشيخ» مع بدايات الثمانينات، وقتها كيلو اللحمة المستوردة لم يزد سعره على 6 جنيهات، والكبدة بـ4 جنيهات: «بتيجيلنا مقطعة أربع تربع، ونشفيها ونبيعها، وبجد ساعتها قُلنا خلى الفقير ياكل، لأن البلدى وصل سعره لـ15 و20 جنيه»، ولكن ظلت الأسعار تزيد يوماً بعد يوم، ليصل كيلو اللحمة «السودانى والصومالى» فى منتصف التسعينات إلى 15 و20 جنيها: «برضه وقتها السعر مقبول لأن البلدى ساعتها كان بيتباع بـ40 و45 جنيهاً».
يرى صاحب محل اللحوم المجمدة أن الزيادة الأخيرة فى أسعار اللحوم كانت الأعنف فى السوق: «يعنى فى 5 أو 6 سنين، نطت فجأ من 30 و35 جنيه قبل الثورة مباشرة إلى 60 و70 و80 جنيه كمان، يعنى زيادة أكتر من 100%»، وحتى يضطر للبقاء بين منافسيه، ويحافظ على زبائنه، قرر أن يبادر بتخفيض الأسعار: «والله اللحمة البرازيلى الدرجة الأولى واقفة عليا بـ61 جنيه ونص جملة من المستورد، ببيعها بـ60 جنيه»، يحاول «ماهر» تخفيض شىء بسيط عن كاهل المواطنين فى ظل الأزمة الحالية، ومنطقه فى ذلك: «ندفع من جيوبنا مش مهم، وآدينا بنقول هوجة وهتعدى ونتحمل شوية، فى وقت فيه ناس بتبيع أبو60 جنيه بـ75 و80، نشيل الزبون التعبان الشقيان شوية».