«عادل».. شك فى زوجته وكان بيغير عليها كتير وكسر راسها بـ«شاكوش»: «كنت هاموت.. وارتحت»
صورة أرشيفية
«الشك بالنسبة لى كان شىء قاتل.. ماكنتش قادر أتحمل إحساس راجل بيشك فى خيانة مراته ومش قادر يعمل حاجة.. كنت بكذب نفسى بس ماقدرش أقاوم ظنونى.. لحد ما وصلت لمرحلة إنى أنفجر فيها وأمسك الشاكوش وأضربها على دماغها بيه لحد ما ماتت».. هكذا كان ملخص اعترافات زوج بالإسكندرية.. المتهم لم يجد وسيلة للتخلص من شكوكه حول خيانة زوجته إلا بتهشيم رأسها بالشاكوش حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
الأهالى عثروا على جثة الزوجة فأبلغوا الشرطة.. وأصابع الاتهام طالت الزوج لاختفائه عقب الحادث
وعلى الرغم من أن الزوج لم يكتشف أى شىء يقوده لإثبات خيانة زوجته له، إلا أن مجرد الغيرة عليها وعدم انسياقها لأوامره بعدم الخروج من المنزل، دفعاه لإنهاء حياتها فى لحظة غضب تشاجر فيها مع الزوجة القتيلة، وانتهت به كل السبل معها حتى قرر وضع حد لتلك الحياة البائسة، ولتلك الشكوك التى ملأت قلبه، وانهال عليها بشاكوش، أوجدته المصادفة أمامه، وظل يضرب على رأسها دون أن يشعر، حتى اكتشف أنها لفظت أنفاسها الأخيرة.
الزوج الذى جلس إلى جوار الجثة يفكر فى طريقة للتصرف، ويسترجع ذكرياته معها، ويسأل نفسه هل استحقت الزوجة أن تموت لمجرد أنه شك بها وأنها تناقشت معه بحدة، وتمنى لو عاد به الوقت دقائق معدودة ليتركها ويرحل دون إراقة دماء، لكن الأمر الواقع كان أقسى من أمنياته، وارتسمت أمامه كل تفاصيل القبض عليه وحبسه والتحقيق معه، ولربما انتهى به الأمر لحبل المشنقة.
الجانى تشاجر مع زوجته لشكه فى سلوكها فضربها على رأسها وعندما توقفت عن الصراخ هرب
لم يجد عادل وسيلة لمواجهة الأمر سوى الهرب، خاصة أن له محل إقامة آخر فى منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، لكنه لم ينس التخلص من أداة الجريمة، وألقى بالشاكوش فى منور المنزل، حتى لا يعثر عليه أحد، ترك الزوجة غارقة فى دمائها، وهرب، لتطارده لعنة روح الزوجة، وحبل المشنقة الذى ينتظره، إلا أن الأهالى عثروا على جثة الزوجة بعد أن شكوا فى عدم ظهورها لفترة طويلة، وأبلغوا المباحث التى حضرت وحطمت باب المنزل لتجد الزوجة فارقت الحياة، وبعد أن انتهى به المطاف أمام رئيس النيابة، قال الزوج فى التحقيقات: «أنا آخر مرة اتخانقت معاها عشان عرفت إنها بتنزل كتير من البيت وأنا مش موجود ومش بتاخد إذن منى، وأنا مشدد عليها إنها متنزلش من غير إذن، والشك كان بيموتنى، لأنى بحس إنى بيتضحك عليَّا ومش قادر أعمل حاجة، ولما الدم غلى فى عروقى ماحستش بنفسى غير وأنا بقتلها بالشاكوش»، وأضاف: «فى آخر خناقة بينا اللى كانت يوم الجريمة، مالقتش قدامى غير شاكوش، لقيت نفسى بمسكه وبضربها بيه على دماغها فضلت أضربها بيه وأنا مش حاسس أنا بعمل إيه وهى كانت بتصرخ وأنا بضرب بسرعة وبدون تفكير، لحد ما الدم نزل منها ووقعت وبطلت صراخ وبعد ما قتلتها رميت الشاكوش فى منور البيت عشان محدش يلاقيه، وفكرت فى الهروب ومشيت من المنطقة خالص، وبعدها اتقبض عليَّا».
بداية الواقعة كانت بتلقى اللواء عادل التونسى، مدير أمن الإسكندرية، إخطاراً من قسم شرطة الدخيلة، بإبلاغ الأهالى بالعثور على جثة المدعوة «ن. ع»، بالطابق الأول علوى داخل الشقة سكنها بشارع الجيش بمنطقة الدخيلة الجبل، مسجاة على ظهرها بأرضية حجرة النوم ترتدى كامل ملابسها، وتبين إصابتها بجروح بالجبهة وأعلى الرأس، وعلى الفور انتقلت قوات الأمن وتم عمل مناظرة مبدئية للجثة، ومناقشة الجيران عن علاقات الزوجة، وعندما تبين أن الزوج مختفٍ منذ الواقعة أشارت الشكوك لإمكانية تورطه فى الجريمة وبدأ البحث عنه. تبين لرجال المباحث أن الزوج له مقر إقامة آخر فى مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، إضافة إلى مقر إقامته بالإسكندرية، وأمر مدير مباحث الإسكندرية بضبطه فى كمين أعد له من قبل ضباط إدارة البحث الجنائى بالإسكندرية، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائى بأمن الجيزة، وتم خلاله ضبط المتهم، ولم ينكر «عادل» ارتكابه الجريمة، واعترف فور سؤاله عن سبب مغادرته لمنزل الزوجية أنه قتل زوجته بسبب شكه فيها بالضرب بشاكوش على رأسها حتى فارقت الحياة عقب حدوث مشادة كلامية بينهما لشكه فى سلوكها، وأنه حاول الهرب بعدها، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهم لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن طلبت النيابة تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليها، الذى أثبت وجود تهشم بالرأس نتيجة تعرضها للضرب بجسم صلب، وحدوث نزيف داخلى فى الجمجمة.