"المتحدث العسكري".. سُنَّة الجيش الحسنة ضد شائعات الإرهاب ولطمأنة الشعب على جنوده
صورة أرشيفية
"القوات المسلحة قررت أن يكون هناك مصدر رسمي للحصول على المعلومات"، هكذا أعلنها الضابط الشاب، برتبة عقيد أركان حرب، في 8 سبتمبر 2012، خلال فعاليات المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل العملية "نسر"، التي خاضها الجيش ضد العناصر الإرهابية في شمال سيناء، عقب مجزرة رفح الأولى، ليكون من وقتها، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، ناطقًا باسم القوات المسلحة المصرية، ويصبح المنصب سُنَّة حسنة سنَّها الجيش منذ ذلك الحين وإلى الآن.
الحصول على المعلومات من مصادرها، لم يكن السبب الوحيد وراء استحداث منصب المتحدث، بل حسبما أعلن "علي" وقتها، فهو تطوير في أسلوب القوات المسلحة للتعاون مع الإعلام، بالإضافة إلى التضارب في الأنباء المتناقلة عن العمليات الأمنية على الأرض في سيناء، وبعدها يُدير صفحة رسمية التف حولها الملايين على صفحات التواصل الاجتماعي، وتتناقلها من عليها كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بدلًا من اللجوء لبيانات وتصريحات مضللة، ومن مصادر مجهلة، وهو ما ترى له الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، ضرورة ملحة في التوقيت الحالي، وفي ظل الحرب على الإرهاب كان لا بد من ناطق رسمي باسم الجيش يواجه تزييف الحقائق والمعلومات غير الموثوقة، والتي تبثها الآلة الإعلامية لدى الجماعات المتطرفة من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع أخرى.
انتهت مهمة "علي" في منصب المتحدث في أوائل يوليو 2014، بعد فترة زمنية عصيبة، كانت الحاجة فيها للمتحدث أشد، بعد ثورة 30 يونيو، وانضمام الجيش للجماهير، وأحداث العنف والإرهاب الدموية من اغتيالات وتفجيرات في أرجاء البلاد، ولكن المنصب ظل مستمرًا، ووكَّلت المهمة إلى العميد محمد سمير، الذي استمر عامين ونصف، كانت القوات المسلحة بأمس الحاجة إلى حقيقة تصدر في بيانات الجيش، خاصة في ظل ترصد ومعلومات خاطئة تتناقلها وسائل إعلام أجنبية عن الوضع في سيناء، وجهود الجيش لمحاربة الإرهاب، لعل ما حدث وقت أحداث "الشيخ زويد" في يوليو 2015، وتسابق وسائل إعلام أجنبية عن سقوط شهداء من الجيش وصل عددهم إلى 60، وسيطرة عناصر تنظيم "بيت المقدس" على المدينة، وهنا كان المتحدث حاضرًا ببيانات رسمية موثقة بالفيديوهات تدحض كل هذه الروايات الكاذبة مجهولة المصدر.
العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، الذي تسلم مهام عمله في أول أيام العام الجديد، وأصدر أول بياناته بمجهودات قوات حرس الحدود في المواقع الاستراتيجية بالبلاد، تتوقع "عبدالمجيد" أنه سيكون استمرارا لما قدمه الجيش من كوادر متميزة مدربة كالمتحدث الأول أو الثاني في التعامل مع الإعلام، وفي الدقة في صياغة وإعداد البيانات، مشيرة إلى أن إصدار بيان دقيق ومعلومة موثقة، يستقي منه الإعلام الحقيقة، سيدحض أي شائعات وأكاذيب قد تأخذها بعض وسائل الإعلام من مواقع الإرهابيين، وتؤثر بالسلب على الرأي العام أو معنويات الجنود.