لن أقف أمامك ولو طوّقونى بالسلاسل والجنازير.. لن أمنحك شرعية فقدتها منذ اللحظة الأولى لوضعك على مقعد لا تستحقه.. لن أمنحك شرف خصومتى.. فالخصومة شرف.. وخصومة «الكلمة» شرف لا يناله إلا أصحاب الشرعية!
لا تندهش.. أنت أنت المقصود.. أنت أيها النائب العام «الباطل».. هل غضبت لأننى أدعوك بـ«الباطل»؟! كيف تغضب وقد صدر بطلانك بخاتم القضاء؟!.. وكيف تطلب أن أمثل أمامك وأنت فاقد للشرعية؟!.. ثمة أشياء يا «طلعت» لا تباع ولا تشترى.. وثمة مبادئ أقوى من سلطاتك، وأعز من سلطانك.. فليكن السجن ثمناً للحرية.. وليكن القضاء حكماً بيننا..!
أنا شرعى.. وأنت غير شرعى.. فهل يرضخ الشرعى لأوامر غير الشرعى؟! «الوطن» نشرت وثيقة «فتح مصر» بالأدلة والمستندات وأقوال المتهمين فى التحقيقات، وزادت على ذلك بالكشف عن أدلة الثبوت التى أشارت بوضوح إلى الوثيقة.. ولأنها ترفض العيش فى جلباب «المرشد» انهالت البلاغات ضد الصحيفة.. ورغم أننا نملك وثائق «الحق» و«الحقيقة»، فقد رفضنا المثول للتحقيقات أمام نائب عام باطل بحكم قضائى.. ورغم عدم إخطاركم لنقابة الصحفيين بالمخالفة للقانون.. فقد أحلتنى مع زميلى أحمد الخطيب إلى محكمة الجنح.. فأهلاً ومرحباً..!
تسألنى: لماذا؟!.. اسمع: أنا أعرف وأنت تعرف ومصر كلها تعرف كيف تم تعيينك نائباً عاماً.. ولماذا.. ومَن كان وراء القرار.. فلماذا قبلت؟ ولماذا لم تستفتِ ضميرك القضائى؟!.. أليس شرفاً لمثلك أن تتقدم باستقالتك وتعود لمنصة القضاء المقدسة؟!.. ماذا ستجنى من منصبك إذا خسرت مكانتك فى سجل القضاء؟!.. فأنت تدرك -قطعاً- أن التاريخ لا يرحم.. وربما تؤمن أن الأيام والأسابيع والشهور والسنوات قصيرة، وأن الحساب بطول الدهر وعرض السماء والأرض.. فإن كنت رضيت بما أنت فيه الآن.. فهل لمثلى أن يرضى بالمثول أمامك؟!
أيها النائب العام.. سأذهب إلى ساحة القضاء راضياً مرضياً.. سأمثل أمام من يعصبون أعينهم وصولاً إلى العدل.. سأقف أمام مَن يحاول «مرسيك وبديعك» إدخالهم حظيرة الإخوان.. أولئك الذين يتقدمون صفوف المدافعين عن الدولة.. ومهما كان حكم القضاء، سأحترمه؛ لأن الشرعية لا تُمنح من الحاكم، وإنما من الشعب..!
.. أيها النائب العام.. أنت أحلتنى إلى القضاء.. وأنا كنت أريد ذلك؛ لذا لم أذهب إليك.. لم أمثل أمامك.. ولن يحدث إلا إذا أمرت بالقبض علىَّ.. وحتى لو فعلت.. لن أنطق بكلمة أمامك.. فنحن قوم نختار مَن يحكم بيننا.. وأنا اخترت القضاء الشامخ.. ولن أمنحك شرف التحقيق معى.. هل فهمت؟!.. أرجو ذلك..!