علماء من اليابان والبرازيل يكتشفون "القارة المفقودة" في مياه الأطلسي
قال باحثون يابانيون وبرازيليون أمس، إن تكوينا من الجرانيت عثروا عليه على عمق كبير قبالة ساحل البرازيل، ربما يكون جزءا من قارة كانت موجودة قبل انفصال الأمريكتين وأفريقيا وأوروبا، وغيرها من المساحات الكبيرة من اليابسة.
بدأت أول بعثة بحرية يابانية برازيلية مشتركة مهمتها، على متن السفينة يوكوسوكا في كيب تاون بجنوب أفريقيا، بينما كان الباحثون يدرسون طبيعة الأرض وطبيعة الأحياء في المنطقة البحرية غير المعروفة كثيرا بجنوب المحيط الأطلسي.
واستعانت البعثة التي استمرت 23 يوما بالغواصة "شينكاي 6500"، للغوص إلى قاع المحيط للمراقبة وأخذ العينات.
وربما كان أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام بالنسبة للفريق هو تكوين من الجرانيت فيما يسمى بمرتفع ريو جراندي، وهو مرتفع في قاع المحيط على بعد نحو 1500 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.
وقال الدكتور هيروشي كيتازاتو، من الوكالة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا البحرية والأرضية "جامستك"، إنه عندما وصلوا إلى مرتفع ريو جراندي تأكدوا من صحة الشكوك التي طرحها فريق برازيلي، عن احتمال وجود تكوينات من الجرانيت ومواد أخرى في قاع المحيط لا تتشكل إلا على اليابسة.
وأكمل كيتازاتو "الجرانيت من مكونات القارات، وقد تم العثور على هذا التكوين الجرانيتي في بيئة بحرية عميقة. عادة ما يوجد في البحار صخور من البازلت، هذا النوع من الصخر البركاني، وليس من الطبيعي أن يوجد الجرانيت في منطقة بحرية عميقة".
ورغم أن الفريق لم يتمكن من أخذ عينة من الجرانيت، لكنه تأكد بالعين المجردة من وجود الجرانيت ومعادن مثل الحديد والمنجنيز والكوبالت في هذا المرتفع، وهي كلها مواد تختلف عن تلك الموجودة في المنطقة المحيطة من قاع المحيط.
وقال روبرتو فنتورا مدير الجيولوجيا والموارد المعدنية في هيئة المسح الجيولوجي البرازيلية، وهو عضو في الفريق الذي أعلن الاكتشاف يوم الاثنين، 6 مايو، إنهم شعروا بفرحة غامرة عندما أكدت البعثة ما أشارت إليه دراساتهم السابقة.
وظل الفريق البرازيلي يجري أبحاثا على مرتفع ريو جراندي طوال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، وقال فنتورا إنهم ذهلوا عند إخراج عينة عشوائية في العام الماضي، وثبت أنها من الجرانيت.
وقال فنتورا "عندما جلبت هذه العينات إلى متن السفينة، كانت المفاجأة الأولى، ما الذي أتى بهذه الصخور هنا؟ أجرينا دراسات على الصخور وفحوص جيوكيماوية وجيولوجية لهذه المادة، وفي الوقت الذي اتفقنا فيه على نتائج الدراسة التي كنا نعتبرها حتى في ذلك الوقت مفاجأة لنا، لم نتوقع أن نعثر على هذا، إلى جانب كون أنها في منطقة مرتفع ريو جراندي وهو مرتفع به مياه أكثر ضحالة وأقل كثافة طبقا للقياسات الأرضية من القشرة العادية للمحيط، لذلك منذ تلك اللحظة بدأنا نفكر أنها قشرة قارية".
وبعد الملاحظات التي أعقبت عدة محاولات غوص للبحث، يعتقد العلماء أن التكوينات الموجودة في مرتفع ريو جراندي الذي يرتفع نحو خمسة آلاف متر فوق قاع المحيط، ربما تكون جزءا من "بانجايا"، وهي القارة الوحيدة التي يقول علماء الجيولوجيا إنها كانت موجودة قبل انفصال التكوينات القارية الحالية قبل مئات الملايين من السنين.
وهم يفترضون أنه عندما بدأ ينفصل الجزء الجنوبي من هذه القارة العملاقة، والذي يعرف باسم "جوندوانا"، ويتكون منه حاليا الجزء الأكبر من اليابسة في نصف الكرة الجنوبي، تبقى جزء من يابسة أمريكا الجنوبية في مكان ما في المحيط الأطلسي الذي تشكل حديثا.