أزمة الأدوية.. تعددت الأطراف والضحية «مريض»
صورة أرشيفية
أمام أزمة مزدوجة بين نقص فى الأدوية وارتفاع فى الأسعار، بدا «المريض» وحده هو العنصر الأضعف مقارنة بجميع الأطراف، سواء نقابة تبحث عن مصلحة أعضائها، أو وزارة لم تتخذ إجراءات فاعلة لمواجهة الأزمة، أو شركات «بيزنس الدواء» التى لا تفكر إلا فى أرباحها، صراع على أشده لم يخسر فيه على أرض الواقع إلا المواطن «شيّال الهموم»، الذى أصابه الضرر الأكبر.
آمال عبدالحافظ، واحدة من الضحايا ممن يعانون وسط أزمة الأدوية الطاحنة، بوجه شاحب، وعينين زائغتين، جلست على سريرها بمنزلها فى منطقة البراجيل، تنتظر ابنها بدواء مرض السكر، رحلة يقطعها ابن السيدة المريضة بين صيدليات عدة يومياً، لينتهى به الحال برد واحد: «مفيش»، يلجأ إلى طلب العلاج البديل، ليأتيه نفس الرد: «برضو مفيش»، ليعود إلى والدته بلا دواء، «مفيش أدوية فى السوق خالص، أنا عندى السكر وكليتى تعبانى، لا المستورد موجود ولا المحلى موجود، وابنى كل يوم كعب داير، ولو لقى الدواء بيلاقيه بـ3 أضعاف ثمنه».
«آمال»: إحنا اللى بندفع التمن فى «صراع الكبار»
الأزمة لا تقتصر على نقص الأدوية فقط، إهمال المستشفيات والخدمات الطبية المعدومة أيضاً، التى تعانيها «آمال» فى رحلة علاجها، تعرف أن ظروف البلد صعبة، لكن ظروفها المرضية أكثر صعوبة، وهى لا تريد أكثر من دواء متوفر بأسعار مناسبة، تتساءل باندهاش: «يعنى معقول الدواء يختفى فجأة فى ظرف شهر أو اتنين، وسعره يتضاعف بالشكل ده؟!»، تتشكك فى دور الشركات المنتجة، لكنها فى الوقت نفسه تلوم الحكومة التى لم تقم بدورها فى حمايتها حسبما ترى: «إحنا اللى بندفع التمن فى صراع أطراف كبيرة، نقص وغلاء واستغلال وإهمال، وفى الآخر الضحية إحنا».
«آمال» هى واحدة من بين طابور طويل من المرضى يعانون الضرر نفسه، كل منهم «ضحية» صراع لا دخل له به، الحاجة صبيحة محمد، 47 عاماً، مريضة روماتيزم، تشكو من الأزمة نفسها، تقول: «المريض الضحية دايماً، ومفيش حد بيسأل عنه، حسبى الله ونعم الوكيل».