7 مصانع توقفت فى كفر الزيات.. و1000 عامل معرضون للتشريد فى أى وقت.. واختفاء «المازوت» وغلاء «الطَّفلة» يهددان بكارثة
مصانع الطوب توقفت عن العمل بسبب ارتفاع أسعار المازوت
تواجه 7 مصانع لصناعة الطوب شبح الإفلاس فى مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، وتشريد أكثر من 1000 عامل، بعدما وصلت أسعار المازوت (المادة المستخدمة كوقود لحرق الطوب وتحويله من لبن إلى أحمر) إلى 4000 جنيه، كما أنها لم تعد متوافرة على الإطلاق، خصوصاً بعد «تعويم الجنيه»، حسب أصحاب المصانع، الذين شكوا أيضاً من تسرب حصة مصانع الطوب إلى مصانع الأسمنت بطريقة مخالفة للقانون.
«النماس»: «حصتنا اللى سعر الطن فيها 2000 جنيه يتم تسريبها لمصانع الأسمنت.. ومش عارف أجيب يوميات العمال وأصبحت محاصراً بالدين»
ويقول الحاج عبدالمعطى النماس، صاحب أحد مصانع الطوب بكفر الزيات فى الغربية، إن مصنعه أوشك على التوقف عن العمل، خصوصاً بعد ارتفاع سعر المازوت واختفائه من السوق، مؤكداً أنه يحاول تشغيل المصنع باستخدام الكهرباء إلا أن المسافة الفاصلة بين محطة الكهرباء والمصانع تصل لنحو 14 كيلومتراً، ويحتاج لإنشاء محطة كهرباء تتكلف أكثر من 5 ملايين جنيه وهو لا يملك هذا المبلغ. ويتابع «النماس» قائلاً: «لن نستطيع تنفيذ هذه المحطة بسبب بُعد المسافة إضافة إلى أن هناك سكاناً وأراضى زراعية، ولو استطعنا توفير نفقات التوصيل فلن نستطيع تنفيذ المحطة، والجهات الحكومية لا تريد مساعدتنا فى توصيل هذه الشبكة»، وأكد أن تشغيل المصانع باستخدام الكهرباء سيوفر كثيراً من نفقات الإنتاج. وأضاف: «لو المصانع اشتغلت بالكهرباء هتوفر حوالى 10 آلاف جنيه كل أسبوع، وتقليل تكلفة الإنتاج والبيع بسعر أقل وتتيح القدرة على منافسة المصانع التى تبيع الطوب بأسعار أقل لأنها تعمل بالكهرباء».
وأكد أن تعويم الجنيه تسبب فى حالة ركود فى الأسواق: «قبل التعويم كنت ببيع حوالى 80 ألف طوبة فى اليوم، النهارده بقيت ببيع 20 ألف ويمكن أقل، وأخزن 60 ألف، والمشكلة الأكبر أن الفرن مينفعش يقف خالص غير لما يحرق كل اللى فيه». ويضيف أنه لن يستطيع الاستمرار فى العمل بهذه الطريقة الصعبة التى تواجهه وأنه يعمل حتى النفس الأخير على أمل تحسن الأحوال الاقتصادية.
«الشاذلى»: سعر طن المازوت وصل 4000 جنيه.. ونخسر 100 جنيه فى كل 1000 طوبة ولا نبيع 20% من الإنتاج
وعن اختفاء المازوت يقول «النماس»: «إن أصحاب المصانع يلجأون لاستخدام السولار أو الغاز فى حرق الطوب، فتكون التكلفة أعلى، لذلك يرتفع سعر الطوب بشكل كبير، ويؤدى لعزوف المشترين، وتصبح حالة الركود هى المسيطرة».
ويكمل «النماس»: «رسوم الكارتة ارتفعت وبقت نقلة الطمية بتدفع حوالى 1200 جنيه كارتة وميزان مخالف، وسعر متر الطفلة اللى كان بـ50 جنيه بقى دلوقتى بـ80 جنيه، كل ده بيتم إضافته على سعر الطوب، يعنى الـ1000 طوبة بتحتاج حوالى 3 متر طمية بحوالى 200 جنيه، غير العمالة والمصنعية والشيل والسولار، هبيعه بكام يعنى، لو بعته بـ500 جنيه هخسر فيه، والزبون أساساً مبيشتريش».
ويطالب «النماس» بتوصيل الكهرباء للمصانع حتى تقل تكلفة التشغيل، أو على الأقل توفير حصة المازوت التى يحتاج لها المصنع، بدلاً من بيعها لأصحاب مصانع الأسمنت بأسعار أغلى، ويقول: «الدولة توفر لى المازوت أو توصل لى كهرباء، المازوت تم رفع سعره لـ4000 جنيه، علشان كدا فيه ناس من وزارة البترول بتبيع حصة مصانع الطوب اللى المفروض سعرها 2000 جنيه لأصحاب مصانع الأسمنت بضعف المبلغ، وبيسرقوا حصتنا فى المازوت ومفيش حد بيراقبهم». ويتابع: «بيشتغل معايا فى المصنع حوالى 150 عامل فاتحين بيوت وعندهم عيال، ولو الوضع استمر على كدا بيوتنا هتخرب وهنروح فى داهية كلنا، ومش هنلاقى ناكل، أنا بشترى السولار والغاز علشان أحرق الطوب وده تكلفته أعلى بكتير، بس هنعمل إيه لازم نشتغل، ببيع 20% من الإنتاج وأشون 80%، الشغل اللى بيتباع مش جايب حتى التكلفة، ومش عايز أكسب عايز أجيب يوميات العمال وتكاليف الشغل بس، لو ببيع النص وأخزن النص كانت الدنيا هتمشى، لكن للأسف الحال واقف». يتجول «النماس» بين العمال ويطلب منهم الهمة فى العمل، وينظر إليهم بشفقة ثم يكمل حديثه قائلاً إنه يستعمل الشفقة مع العاملين عنده، لحثهم على العمل، كما أنه أصبح محاصَراً بالديون من كل اتجاه، ولم يعد يملك إلا حظيرة مواشى باع نصفها ليسدد ديونه، ويفكر جاهداً فى بيع ما تبقى حتى يستريح من مطالبة الديانة له كل صباح، ويضيف: «والله تعبت وبيتى هيخرب وبعت نص المواشى اللى عندى علشان أقدر أكمل شوية وأسدد الفلوس اللى علىّ، لكن من الواضح كدا أن الدنيا مش هتعدى على خير والوضع بيزداد سوءاً». محاولات عديدة لتوصيل الكهرباء إلى مصنعه قام بها محمد الشاذلى، صاحب مصنع طوب، لكن التكلفة الباهظة التى سيتحملها ستتسبب فى خسائر كبيرة، ما اضطره للاستمرار فى استخدام المازوت فى حرق الطوب: «التكلفة فعلاً عالية جداً، ومقدرش أوصل الكهرباء دى المسافة تزيد عن 15 كيلو، طيب أنا هجيب فلوس منين».
ومع ارتفاع أسعار شرائح الكهرباء أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، يلجأ أصحاب المصانع لاستخدام المازوت والسولار فى حرق الطوب، وأوشك بعضها على التوقف. ويضيف «الشاذلى»: «أسعار الكهرباء ارتفعت 3 مرات هذا العام، ومن الصعب توصيلها للمصانع، لذلك نستخدم المازوت فى حرق الطوب، المشكلة الأكبر أن المازوت أصبح غير متوفر حالياً، وسعره ارتفع لـ4000 جنيه». ويتابع: «استهلاك المصنع فى الأسبوع حوالى 35 طن مازوت، يعنى 140 طناً فى الشهر، ولم نحصل إلا على 35 طن بس، طيب إزاى أشغل مصنع، بحصة أسبوع، والأسعار بقت متضاعفة والمازوت مش متوفر». ويقول «الشاذلى»: «كل حاجة غليت بنبيع الطوب بـ500 جنيه، ولو اتحرق بالسولار بيتكلف 350 جنيه، من غير إضافة العمالة ولا الطمية، يعنى كدا بنخسر 100 جنيه على الأقل فى حرق الطوب فقط، الطوب مبقاش فيه مكسب والشغلانة هتخرب».
ويضيف: «أساساً مبقاش حد معاه فلوس يشترى، والبضاعة بتتخزن فى الشون، هنروح فين ونيجى منين، الحياة فعلاً بقت صعبة جداً والناس مبقتش لاقية فلوس تشترى، يبقى أكيد إحنا هنقفل وهنقعد فى بيوتنا، وواحد من زباينى مقاول كبير جداً فى كفر الشيخ، كان بياخد منى كل أسبوع حوالى 20 ألف طوبة، الراجل ده شغله كله وقف، ومبقاش بيشتغل، لأن سعر الأسمنت بقى دلوقتى حوالى 1000 جنيه، وقبل كدا كان بـ500، وطن الحديد كان بـ7000 جنيه، دلوقتى بقى بـ1000 آلاف جنيه».
ويؤكد صاحب المصنع أن التأمين على العاملين زاد خلال هذا العام من 55 جنيهاً حتى بلغ 160 جنيهاً، وهذا أصبح عبئاً على أصحاب المصانع، خصوصاً أن كل حاجة ارتفعت. ويتابع: «الكارتة غليت بقت 200 جنيه وميزان الداخلية وصل 850 جنيه، وده طبعاً غالى جداً، يعنى لو العربية النقل اشتغلت دورين فى اليوم هتدفع لها 400 جنيه، غير ميزان الداخلية، طبعاً كل الرسوم دى بتتم إضافتها على السلعة اللى هى الطوب». وعن ارتفاع أسعار «الطفلة»، يقول: «الطفلة من أهم العناصر المستخدمة فى صناعة الطوب وارتفاع الأسعار وصل كل حاجة حتى (الطفلة) اللى كنا بنشتريها بـ50 جنيه بقت بـ70 جنيه ودى بقت حاجة بتهدد صناعة الطوب فى مصر».