«إبراهيم».. بائع ساندوتشات وشاى: «بجرى على إخواتى البنات وبُكرة هكبر وأكون أحسن»
إبراهيم السطوحى
بابتسامة صافية تكشف عن أسنان بيضاء وعينين لامعتين، تبين مدى ما يحمله هذا الصبى من ذكاء، يبدو إبراهيم السطوحى مرتدياً ملابس بسيطة، ويحمل فى يمينه طبقاً مليئاً بساندوتشات طازجة، وفى الأخرى صينية عليها أكواب شاى ساخن، يتجول بها بين العمال فى مصنع طوب بقرية أبيج بالغربية، يلبى رغبة زبائنه من العمال فى تحضير ما يطلبون، فمنهم من تعود على الفطار يومياً من ساندوتشات إبراهيم، نظراً لإتقانه عملها من الفول والطعمية إضافة لشرب الشاى الساخن الذى يقدمه ويعتبره العمال أهم من الإفطار.
يتجول «إبراهيم» بخفة وسرعة بين الجرارات واللوادر وسيارات النقل التى تحمل الطوب والطمية، فجسده النحيل وسرعة بديهته وكلامه الحلو، حسب وصف زملائه، جعلت العاملين فى المصنع والمترددين عليه يحبونه، ومنهم من لا يطيق العمل فى عدم وجوده بالمصنع، فهو من يهون عليهم صعوبة العمل وطول أيامه.
ياريت الشباب يدوروا على شغل ويشتغلوا أى حاجة لغاية ما الظروف تتحسن
«إبراهيم» صبى لم يبلغ 16 عاماً، لكن هيئته الطفولية تمنحه عمراً لا يزيد على 10 سنوات، تحدث «إبراهيم» لـ«الوطن» عن عمله وحياته قائلاً: «بشتغل هنا بقالى أكتر من 5 سنين، واللى شغلنى هنا الحاج عبدالمعطى صاحب المصنع، بيجيبلى السكر والشاى وأنا بعمل شاى وببيع للعمال فى المصنع، الحمد لله ربنا أكرمنى بالشغل ده علشان هو وحده عارف ظروفى وحالى أنا وإخواتى البنات».
ويضيف: «سبت المدرسة من زمان من وأنا فى 5 ابتدائى، وعارف إن التعليم مهم جداً والواحد لما يتعلم أكيد هيكون عنده مستقبل أفضل، لكن كل واحد وظروفه بقى، أبويا وأمى عيانين، وإخواتى بنات ولازم يتجوزوا، فكنت لازم أسيب المدرسة واشتغل علشان أقدر أصرف عليهم، أنا فعلاً كنت بحب التعليم وشاطر لكن كل واحد بياخد نصيبه»، يسرع «إبراهيم» من خطواته نحو أحد السائقين ليعطيه كوب الشاى وساندوتش فول، ويعود مرة أخرى لاستكمال حديثه قائلاً: «بشتغل باليومية، وباخد فلوس بسيطة من العمل مقابل الساندوتشات والشاى اللى بيشربوه، لأن صاحب المصنع هو اللى بيجيبلى البضاعة اللى ببيعها للعمال، وفى الحقيقة مابغليش عليهم لأننا كلنا زى بعض والحال واحد»، ويضيف: «ارتفاع أسعار كل حاجة أثر علينا، وخلانا مش عارفين نشتغل، العمال أساساً بيطالبوا بزيادة اليومية، ومفيش حد بقى يشترى طوب زى الأول علشان كده الشغل قل، وده ممكن يخلى صاحب المصنع يقفل، ومانلاقيش حتة نشتغل فيها، يعنى الواحد حياته بقت مهددة، وربنا يسترها»، ويطالب «إبراهيم» جميع الشباب بالبحث عن عمل فى أى مكان، قائلاً: «ياريت كل شاب يدور على شغل، ويشتغل أى حاجة لغاية لحد لما يلاقى الشغلانة اللى تناسبه، عارف إن ظروف البلد صعبة، لكن هنعمل إيه، اللى بيدور على حاجة بيلاقيها، وإن شاء الله هكبر وأكون كويس، بس الواحد يشتغل أى حاجة فى البداية علشان يقدر يعيش».