«ترامب» يتعهد بـ«توحيد الولايات المتحدة».. وابنته: أعطوه فرصة
الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب
تعهّد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عشية حفل تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، بالعمل على توحيد أمة منقسمة سياسياً، فى خلال خطاب مقتضب ألقاه فى واشنطن. وقال «ترامب»، فى ختام حفل تم تنظيمه فى العاصمة الاتحادية أمام الآلاف من مناصريه: «سنقوم بتوحيد بلادنا»، وتابع أنه سيعمل على أن تكون «أمريكا عظيمة للجميع» وأن يتجلى ذلك «فى كل مكان فى البلاد وهذا يشمل المراكز الحضرية، هذا يشمل الجميع»، على حد تعبيره. وأردف: «لم يسبق أن كانت هناك حركة من هذا القبيل»، فى إشارة إلى صعوده الذى كان غير متوقع إلى السلطة الأمريكية.
وروى «ترامب» أنه «فى الشهر الأخير من الحملة الانتخابية كنا نعلم أن شيئاً مميزاً كان يحصل»، موضحاً أن «الاستطلاعات كانت بدأت بالصعود لكنهم لم يريدوا أن يصدقونا لأنهم نسونا»، وقال «حسناً، أنتم لستم منسيين»، مضيفاً: «أعدكم بأن الأمور ستتغير»، وتابع: «أعدكم بأننى سأعمل بجهد. سنعيد وظائفنا. لن نسمح بعد الآن للبلدان الأخرى بسرقة وظائفنا، سنقوم بتطوير جيشنا الكبير وسنعزز حدودنا، سنقوم بأشياء لم يتم تحقيقها منذ عقود كثيرة».
وكشف «ترامب» عزمه تعيين وودى جونسون، مالك فريق «نيويورك جيتس» لكرة القدم الأمريكية، سفيراً للولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة، ولم يتم بعد بشكل رسمى الإعلان عن تعيين جونسون سفيراً لدى أقرب حلفاء الولايات المتحدة فى أوروبا، لكن «ترامب» ذكر اسمه خلال مأدبة غداء فى واشنطن مع نواب وأعضاء من فريقه الانتقالى وأمام صحفيين يتابعون تحركاته، وقال ترامب: «السفير وودى جونسون فى بلاط سانت جيمس. تهانينا وودى»، فى إشارة منه إلى اللقب الرسمى للسفير الأمريكى فى لندن. و«جونسون» البالغ من العمر 69 عاماً هو وريث إمبراطورية «جونسون آند جونسون» للأدوية وأحد المانحين الجمهوريين منذ فترة طويلة، وشارك فى جهود جمع التبرعات لحملة ترامب الانتخابية.
آلاف المتظاهرين المعارضين لـ«ترامب» يحتشدون فى نيويورك.. ومحتجون فلبينيون يدعون «دوتيرتى» إلى الابتعاد عنه.. ووثائق «سى آى إيه»: «بن لادن» كان قلقاً من «تكتيكات» تنظيم «داعش» ورأى أن «القاعدة» يشيخ.. و«أوباما» ينتقد عرقلة الكونجرس الأمريكى لقرار إغلاق معتقل «جوانتانامو»
ودعت إيفانكا ترامب معارضى الرئيس الأمريكى المنتخب إلى «إعطاء فرصة» لوالدها دونالد ترامب، لكنها اعترفت فى الوقت نفسه بأنها تنصحه فى بعض الأحيان بالكف عن كتابة تغريدات على «تويتر»، ورداً على سؤال لشبكة «إيه بى سى» التليفزيونية تم بثها قبل ساعات من تنصيب ترامب فى واشنطن، اعترفت الابنة المفضلة للرئيس بأن «البلاد منقسمة جداً»، مضيفة: «رأيت طوال عمرى أن والدى رجل قادر على التوحيد بشكل لا يصدق، لذلك أقول لكل معارض له: أعطه الوقت، دعوه يتولى مهامه، دعوه يثبت أنكم مخطئون»، ووعدت بأن يكون خطاب التنصيب خطاب «وحدة وتفاؤل». وتوجهت للنساء اللواتى يشعرن بالقلق من وصول ترامب إلى السلطة، وينوى عدد منهن التظاهر اليوم، قائلة إن والدها «برهن طوال حياته على دعمه للمرأة ودفاعه عنها».
وفى الوقت ذاته، غادر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، مساء أمس الأول، وزارة الخارجية دون تسليم الدفة لخليفته وزير الخارجية المُعين ريكس تيلرسون، الرئيس السابق لمجلس إدارة مجموعة «أكسون موبيل»، وقال المتحدث باسم الخارجية، جون كيربى، إن كيرى «لم يلتق» تيلرسون لأسباب تتعلق بـ«جدول الأعمال»، لكنه أوضح أن كيرى يبقى مستعداً للقاء وزير الخارجية الجديد أو التحدث إليه. فيما احتشد الآلاف وبينهم العديد من المشاهير، أمس الأول، فى نيويورك احتجاجاً على مواقف الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عشية تنصيبه فى واشنطن، وإلى جانب رئيس بلدية نيويورك بيل دى بلاسيو، شارك فى التجمع كل من روبرت دى نيرو والمغنية شير والممثل أليك بالدوين والمخرج مايكل مور والممثل مارك روفالو، وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا على بعضها «مكافحة ترامب كل يوم»، «العدالة والحقوق المدنية للجميع» و«الحب يتغلب على الكراهية»، وقال المصمم باتريك مافروس: «نحن نواجه إدارة ترامب والقيم التى تمثلها إدارته».
ودعا ناشطون يساريون ومسلمون الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى، فى احتجاج صاخب، إلى الوفاء بوعده برسم سياسة خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة بالابتعاد عن دونالد ترامب عندما يصبح رئيساً، وتظاهر أكثر من 200 شخص أمام السفارة الأمريكية فى مانيلا، أمس، للمطالبة بإنهاء وجود القوات الأمريكية فى البلاد، قائلين إنهم وجدوا ترامب أكثر إثارة للقلق من باراك أوباما بسبب تصريحاته الهجومية ضد المهاجرين والمسلمين. فيما امتدح مسئولون ونواب روس تنصيب دونالد ترامب رئيساً، ووصفوه بـ«بداية لما يتمنونها فترة علاقات أفضل مع الولايات المتحدة»، وقال رئيس الوزراء الروسى دميترى مدفيديف إنه بينما لم يتضح ما المسار الذى يعتزم ترامب اتخاذه بعد تنصيبه «نحن على استعداد للقيام بما يتعين علينا من أجل تحسين العلاقات».
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (الناتو) ينس ستولتنبرج عن ثقته بالتزام إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب فى شراكتها مع حلف الأطلسى، وقال «ستولتنبرج»، حسبما أوردت قناة (الحرة) الأمريكية أمس: «نحن بحاجة إلى التأقلم مع الوضع الأمنى الجديد.. وأحد الجوانب لتنفيذ ذلك هو أن يكون لدينا رابط قوى عابرة للأطلسى»، وأوضح الأمين العام للحلف أن الوضع الأمنى الجديد يتعلق بالأمن الإلكترونى والتصدى لأعمال القرصنة، مضيفاً أن مواجهة تلك التحديات تتطلب شراكة عابرة للأطلسى. وقال رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، أمس، إنه يخطط لزيارة الولايات المتحدة بأسرع وقت ممكن للقاء الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، ووصف «آبى» فى حديث عشية تنصيب «ترامب»، التحالف «الأمريكى- اليابانى» بـ«المبدأ الثابت» لسياسة بلاده الخارجية والأمنية.
وعلى صعيد آخر، أدان الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما عشية مغادرته البيت الأبيض عرقلة الكونجرس إغلاق معتقل «جوانتانامو»، مؤكداً أنه «لا مبرر» لإصرار البرلمان على الإبقاء عليه مفتوحاً، وقال أوباما إن «هذه المُنشأة ما كان يجب أن تُفتح أصلاً». وخفف أوباما، أمس الأول، عقوبات بالسجن صادرة فى حق 330 شخصاً حُكم على القسم الأكبر منهم فى قضايا مخدرات.
وفى سياق منفصل، أفادت وثائق كشفتها وكالة الاستخبارات المركزية (سى آى إيه)، أمس الأول، أن أسامة بن لادن كان قبل أشهر من تصفيته من قبَل قوة أمريكية خاصة، يشعر بالقلق من الأساليب التكتيكية العنيفة التى يتبعها تنظيم «داعش»، وكذلك على تنظيم «القاعدة» الذى كان يقوده، معتبراً أنه «يشيخ ويتقلص». وكشفت الملفات الأخيرة التى صادرتها وحدة «نيفى سيلز» الأمريكية فى باكستان، خلال العملية التى قُتل فيها «بن لادن» فى مخبئه فى مدينة «أبوت أباد» فى 2011، أن زعيم التنظيم حاول إبقاء أتباعه الجهاديين فى العالم ملتزمين بمحاربة الولايات المتحدة. كما بدا «بن لادن» أباً قلقاً يحذر أبناءه من أى محاولة لزرع شريحة إلكترونية لديهم دون علمهم، تسمح بمتابعة تحركاتهم، وأشارت الوثائق أيضاً إلى الوقت الكبير الذى كان «بن لادن» يمضيه فى إدارة عمليات خطف الأجانب التى كانت تقوم بها فروع لتنظيمه.