صراع الرجل الثانى وولى العهد فى قطر
يدرك الأمير تميم أن طريقه للسلطة ليس سهلاً وأن الصراعات هى قانون الوجود الأول فى العائلات الحاكمة العربية، خاصة فى أسرته التى انقلب فيها أبوه على جده، وأطاح به من الحكم ليتولى مكانه.
لذلك، فأهم الصراعات التى يضع الأمير تميم عينه عليها غالباً، هى الصراعات بين أجيال عائلة «آل ثانى» وبين أبناء أمير قطر أنفسهم. يقول الكتاب: «إن هناك من بين أبناء الأمير حمد أنفسهم من يعارضون سياسته الخارجية المغامرة فى ليبيا، والآن فى سوريا. ويقول أحد الخبراء الأجانب الذين تعاملوا عن قرب مع عائلة أمير قطر: إنه لو وصلت موجة الربيع العربى يوماً ما إلى قطر، فإنها ستكون فى قلب العائلة المالكة القطرية نفسها، بين الجناح المحافظ والجناح المنفتح على العالم فيها. هناك مساحة شاسعة تفصل بين الشيخة مياسة مثلا، ابنة الشيخة موزة والشيخ حمد، التى تسبق زوجها فى الظهور، وبين أى أمير آخر لا يظهر زوجته أبدا إلى النور! هناك أيضاً صراع أجيال فى قلب العائلة؛ الأمراء الشباب مثل الشيخة مياسة تلقوا دراستهم فى الخارج، واكتسبوا أساليب العالم فى التفكير والتحرك، وهم بالطبع أكثر انفتاحا بكثير من الآخرين. باختصار، إنه لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة فى المستقبل القريب بين جيل الأمير تميم، هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاماً، ونجحوا فى انتزاع حق تنظيم كأس العالم، وبين من يطلق عليهم جناح (المسنين) فى العائلة».[FirstQuote]
ويواصل الكتاب: «كل هذا سيكون على عاتق الأمير تميم بعد أن قرر والده تمرير السلطة إليه خلال بضعة أعوام. ويدرك الأمير تميم جيدا تلك التحديات التى تنتظر حكمه، والآثار التى ستترتب على نشاط والده ورئيس وزرائه. وإن كان أحد السفراء الأوروبيين فى قطر يلخص اختلاف شخصية الأمير تميم عن أبيه بقوله: «إن الأمير تميم يتمتع بمميزات عديدة، لكنه على العكس من أبيه ليس قاتلا اضطر إلى شن معركة لانتزاع السلطة، لذلك فهو لن يبدى، على الأرجح، تلك الرغبة الحارقة فى الحكم، أو السيطرة على كل شىء».
لكن، سيظل التحدى الأكبر أمام الأمير تميم هو رئيس الوزراء حمد بن جاسم.
لقد رصد الكتاب الفرنسى بداية الصراع الذى بدأ مبكراً ومكتوماً بين ولى العهد القطرى ورئيس الوزراء الطموح الذى لا يمكنه التخلى بسهولة عن مكاسبه.
يصف الكتاب الفرنسى الصراع بين حمد بن جاسم رئيس الوزراء، وولى العهد الأمير تميم بن حمد، بأنه الصراع الأكثر تعقيدا فى قلب العائلة المالكة القطرية. صراع الحاضر والمستقبل، بين حمد بن جاسم، رفيق كفاح الأمير وذراعه اليمنى، وبين ولى العهد، الذى يحمل اسم وصلب ابيه، وحبه لأمه الشيخة موزة فى نفس الوقت. يقول: «الصراع بين حمد بن جاسم والأمير تميم، هو الصراع الأكثر تعقيدا بالطبع، لأنه صراع سلطة، خاصة أن الأمير تميم أعطى لرجاله الضوء الأخضر لتجاوز رئيس الوزراء، والتفاهم مباشرة مع الوزراء لو أرادوا.
ولم يقدر حمد بن جاسم على منع هذا، وإن بدا الأمر وكأن الأمير تميم يكرر مع حمد بن جاسم نفس مع فعله أبوه الأمير حمد فى عهد جده الأمير خليفة، عندما سعى لتقليل نفوذ كل خصومه بمن فيهم أبوه، قبل أن ينجح فى الإطاحة به».[SecondQuote]
ويرصد الكتاب بداية استعداد الأمير تميم لدعم وتكوين سلطته فى قلب سلطة حمد بن جاسم، داخل مجلس الوزراء نفسه، يقول: «عام 2011 تم تعيين نائبين جديدين لرئيس الوزراء، كلاهما من المقربين للأمير تميم بشكل بدا معه ولى العهد وكأنه يدعم سلطته فى مجلس الوزراء، أو كأنه يسعى لتشكيل (حكومة ظل) أو مجلس وزراء تابع له فى مواجهة خصمه حمد بن جاسم رئيس الوزراء، كما فعل أبوه الأمير حمد عندما كان فى مثل عمره تقريباً».
وإن كان حمد بن جاسم يظهر قوته فى الملفات الدبلوماسية والعلاقات بين الدول، فإن الأمير تميم يملك ما هو أخطر؛ صفقات السلاح وعلاقات قطر العسكرية مع باقى الدول. يواصل الكتاب: «إنه تحت رعاية الأمير حمد، شهد الناس صعود نجم ولى العهد، الذى نجح فى أن يصنع لنفسه تدريجيا مناطق نفوذ لا ينازعه فيها أحد، خاصة فى مجالات الدفاع وصفقات التسليح. وقال أحد المسئولين العسكريين الفرنسيين: إن تميم هو صاحب اليد العليا فى هذا الأمر، مستعيناً فى ذلك بمنصبه كنائب رئيس الأركان فى الجيش القطرى، وهو المنصب الذى يمنحه أفضلية وشرعية للتفاوض مع العالم فى صفقات التسليح، على حساب رئيس الوزراء القطرى الذى لم يعد يملك الحق فى الحديث باسم قطر فى هذه الأمور».
الأخبار المتعلقة:
قطر.. أسرار الخزينة التى لم يفتحها أحد
مفاجأة: أمير قطر قرر ترك السلطة فى 2016 ومعه حمد بن جاسم
الأمير تميم.. القوة القادمة فى قطر
«موزة»: لا أريد أن يكبر أطفالى ليصبحوا مثل أبناء مبارك