ضفيرة: أقول إيه لولادي عن الثورة؟
عزيزتى الباكية كلما تذكرتِ من ماتوا أو استمتعتِ لمن أصيبوا..
أكتب قبل يوم من إعلان نتيجة الرئيس الجديد بشكل غير رسمى وأنا أستمع إلى موسيقى فيلم «In Bruges» الكئيبة، لأجيب عن سؤال أتهرب منه كلما سألتنى: «أقول لولادى إيه عن الثورة؟».
قولى لهم ما حدث، قولى إن الإخوان لم يوجدوا فى الخامس والعشرين حين اعترضك البلطجية والأمن، قولى إنهم أطلقوا قنابل الغاز فى المترو حين هربتِ فأصبحتِ مصابة بفوبيا الأماكن المغلقة، قولى لهم إننى حدثتك من الميدان لأقول لك متأثراً «لازم يمشى.. لأن اللى هنا يستاهلوا أكتر من كده»، قولى لهم إنك أمسكتِ بيدى فى إحدى المليونيات ليصورنا أحمد هيمن بعد أن عاد من الخارج متأثراً بما حدث، قولى لهم إننا تزوجنا بعدها، وإن فرحنا كان بالقرب من التحرير وإننا رقصنا على أغنية «صوت الحرية»، قولى لهم إننا رقصنا على «أزأز كابوريا» أيضا حتى لا يظنوا أن الفرح كان حربيا، قولى لهم إننى أكره حكم العسكر، وإنك تكرهين انتهازية الإخوان، قولى لهم ببساطة أخطائنا.. ثم ابتسمى لأن ابتسامتك ستذيب أى عتاب قد يفكرون فى قوله.
لا تخافى مما ستقولينه، ولا ترتبى أفكارك، فقط اتركيها، جميع من أعرفهم يعانون المشكلة ذاتها، لا يدرون ما سيقولونه لأبنائهم عن تلك الثورة.. حتى قراء هذه الصفحة يملكون قصصاً مختلفة مرتبكة سيحكونها لك فى المرة المقبلة.
يبقى أن تعرفى أننا ما زلنا مع بعض مهما حدث.. لا تنسى أن تضعى صورتنا فى الميدان فى برواز بالشقة واختارى لها مكانا جيدا فأنت تجيدين ذلك.