أوروبا تسعى لتهدئة المخاوف من خطة لوقف المهاجرين في ليبيا
السراج
شدد قادة الاتحاد الأوروبي اليوم، على أن استراتيجيتهم لوقف التدفق المتواصل للمهاجرين الذين يتم تهريبهم من ليبيا نحو القارة، ستنقذ الأرواح، حتى في ظل تنديد الأمم المتحدة والمدافعين عن حقوق اللاجئين، بظروف الحياة التي لا تطاق في مخيمات اللاجئين بليبيا.
وقادة الدول الثمانية والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حفزهم الاتفاق "الإيطالي - الليبي" الذي تم التوصل إليه في روما، عشية قمة الاتحاد الأوروبي في مالطا اليوم، لوضع خطة من شأنها وقف المزيد من المهاجرين من عبور صحراء جنوب ليبيا، وكذا منع المهربين من إرسال المزيد من المهاجرين إلى أوروبا عبر ساحل ليبيا، الذي يفتقر للدوريات الأمنية.
ومئات الآلاف من طالبي اللجوء ومعظمهم مهاجرون اقتصاديون، غير مؤهلين للبقاء في أوروبا، وصلوا إلى إيطاليا خلال السنوات القليلة الماضية عن طريق البحر على متن قوارب متهالكة، غير أن آلافا غرقوا أيضا أو لقوا حتفهم على متن القوارب التي تكتظ بركابها، والتي تكون غير صالحة للإبحار ف الغالب.
ويريد قادة الاتحاد الأوروبي إغلاق مسار البحر المتوسط، بتقديم مساعدات بحرية واقتصادية على الأرجح لحكومة ليبيا المتعثرة.
وقالت فيديريكا موجيريني المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، للصحفيين، إن "هدف أوروبا هو تقليل الخسائر في الأرواح، في البحر وفي صحراء جنوب ليبيا على طريق المهربين".
ولفت المدافعون عن حقوق اللاجئين، إلى الظروف غير الإنسانية في مخيمات الاحتجاز الليبية، التي يتم إيداع المهاجرون بها طيلة شهور، انتظارا للحاق بدورهم على قوارب التهريب.
وقال أرجان هيهنكامب مدير عام منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان منه اليوم، إن "الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بحاجة لمراجعة الواقع"، واصفا المخيمات بأنها "مكتظة بشكل خطير".
وقالت موجيريني إن استراتيجية الاتحاد الأوروبي ستضمن "احتراما كاملا لحقوق الإنسان"، مع الحفاظ على هدف وقف مسار البحر المتوسط، "الذي ما يزال عدد كبير جدا من الناس يموتون عليه".
وقالت موجيريني، إن القمة ستتمخض أيضا عن "دعم قوي" لإيطاليا، التي نسقت لإنقاذ مئات الآلاف من المهاجرين في عرض البحر خلال السنوات القليلة الماضية.
وظلت الضغوط السياسية تتفاقم في بلاد مثل إيطاليا وألمانيا التي رحبت بإنقاذ المهاجرين، لاتخاذ خطوات تطمئن المواطنين إلى أن تدفق المهاجرين سيتم احتوائه.