«خالد» يواجه ارتفاع مصروفات «الهندسة» بـ«البليلة»
«خالد» أمام الطاولة التى يعرض عليها «البليلة»
مجموعه فى الثانوية العامة لم يؤهله لدراسة الهندسة فى جامعة حكومية، فكان الحل أمامه هو دراسة الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، ولأن المصروفات شهدت ارتفاعاً كبيراً خاصة بعد قرار «تعويم الجنيه»، قرر البحث عن عمل مؤقت بجانب الدراسة، يحكى خالد مدحت، 21 عاماً، كيف استقبلت والدته قراره ببيع بليلة فى الشارع: «قالتلى هتقف تبيع بليلة فى الشارع، وأنت مهندس يا خالد»، موضحاً أنه حاول إقناعها بأنه يسعى لكسب المزيد من المال، لم تكن والدته الوحيدة التى اعترضت، بل أيضاً عدد من أفراد عائلته وأصدقائه، لكنه لم يلتفت لكل الاعتراضات، وقرر مع صديقته «رحمة» التى تدرس فى الفرقة الثالثة بكلية الحقوق النزول بطاولة عليها ما لذ وطاب من المأكولات الصحية.
«خالد» هو أحد المشتركين فى «Zamalek runners» وهى مجموعة تنظم أسبوعياً ماراثون جرى وسباقات رياضية فى شوارع الزمالك: «كنت بنزل أجرى وبعد ما أخلص ببقى عايز أشرب أو آكل حاجة صحية، ومكنتش بلاقى ده فى الشارع، ومن هنا جت فكرة المشروع».
بليلة، حمص شام، بطاطا فرن، وفاكهة، هى محتويات الطاولة التى يقف «خالد» أمامها فى الشارع، يختار الأحداث الهامة التى يعرف أنه سيوجد بها عدد كبير من الناس وينزل بطاولته منذ الصباح الباكر، يساعده فى ذلك شقيقه الأصغر، 10 أعوام، ووالدته التى رفضت الموضوع فى البداية، ساعدته بتحضير البليلة وحمص الشام.
مشروع «خالد» لاقى إقبالاً كبيراً خاصة أن أسعاره متوسطة، ويقدم أطباقاً وعصائر بطريقة مبتكرة وذات جودة عالية، حيث أضاف إلى البليلة قطعاً من الشيكولاتة الصغيرة ومكسرات بالكراميل حسب رغبة الزبون: «أنا مش حاسس إنى فاشل، بالعكس أنا ناجح جداً، الفشل بالنسبة لى هو الكسل والاعتماد على أهلى فى المصروفات اليومية، لكن أنا اعتمدت على نفسى رغم الصعوبات والمشاكل اللى بقابلها».