خبراء: الاستنجاد الجماعى للمخطوفين بالرئيس يؤكد أن الخاطفين «إخوة مرسى»
حالة من الغضب والاستياء سادت المواطنين فور إذاعة مقطع فيديو للجنود المختطفين فى سيناء، وهم معصوبو الأعين وكأنهم أسرى حرب، يناشدون الرئيس مرسى الإفراج عنهم، ويوجهون حديثاً بلهجة خاطفيهم للفريق أول عبدالفتاح السيسى، يطالبونه بتحريرهم، فيما وصف خبراء إعلام وتحليل مضمون الفيديو بالكارثى، وأن هدفه توصيل رسائل للجيش وكسر كرامة وإذلال الجندى المصرى، وإسقاط هيبة الدولة، كما توقف الخبراء أمام اختلاف لهجة الجنود فى الحديث عن «السيسى» و«مرسى».
وصف الدكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الفيديو بـ«الكارثى»، مؤكداً أنه يحمل عدداً من الرسائل الملغمة بعضها موجه للجيش، والآخر موجه إلى الشعب المصرى.
وقال «خليل»: «نحن أمام فيديو تم بناء سيناريو له وتوزيع كافة أدواره بعناية، بهدف نقل عدة رسائل، أولها كسر كرامة وإذلال الجندى المصرى من خلال إظهار المختطفين معصوبى الأعين وأيديهم فوق رءوسهم، وبدا أنهم تعرضوا للتعذيب، وهو ما ورد على لسان أحدهم، وكأنهم أسرى حرب، والهدف الرئيسى من تقديم المشهد بتلك الطريقة هو تحطيم معنويات الجندى المصرى وإذلاله وإرسال رسالة لأسرهم بأن هذا مصير أبنائكم إذا ما التحقوا بالجيش، بالإضافة إلى إثارة حالة من التذمر بين صغار المجندين وهو ما ظهرت ملامحه من خلال إغلاق معبرى رفح والعوجة وإضراب بعض رجال الشرطة بسيناء.
أما الرسالة الثانية فظهرت من خلال سيمفونية الاستنجاد الجماعى بالرئيس مرسى فى نهاية الفيديو، الذى أكد أن الرئيس مرسى هو القادر على الإفرج عنهم لأن الخاطفين إخوة له، والدليل ظهر فى كلام العريف المختطف فى كلامه للرئيس، قائلاً له: «الإخوة هنا» وكأن طينة الرئيس من عجينة المختطفين، وهو ما استقام مع خطاب الرئيس فى بداية الأزمة، الذى ناشد فيه الجيش أن يحافظ على حياة الخاطفين».
وتابع «خليل»: لسنا من السذاجة حتى نصدق أن الهدف هو إخراج بعض المعتقلين السياسيين لأن تحقيقات سجن وادى النطرون أثبتت أن البدو كان لهم دور رئيسى فى فتح السجون وإخراج المساجين أثناء الثورة، وعلى رأسهم الرئيس مرسى، فإذا كان الهدف هو إخراج بعض المعتقلين، كان سهلاً جداً والبدو لهم خبرة فى ذلك.
فيما قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد «إعلام القاهرة» السابق، إن الهدف من مقطع الفيديو هو إسقاط هيبة الدولة وتحميل الجيش المسئولية كاملة عما حدث، وهو ما ظهر فى الطريقة التى تحدث فيها المختطفون عن وزير الدفاع الفريق السيسى، قائلين له: «قوم من على كرسيك وأنقذنا»، رغم أن أغلب المختطفين عساكر شرطة ولا علاقة لـ«السيسى» بهم، فيما اختلفت النبرة تماماً عند الحديث عن الرئيس محمد مرسى قائلين له: نناشدك الإفراج عن المعتقلين السياسيين من أبناء سيناء، وهو ما يؤكد أن الخطاب تم إملاؤه عليهم.
ولفتت «عبدالمجيد» إلى أن ما حدث يعد حلقة فى مخطط هدفه تحطيم الجيش المصرى واستبداله بسلطة عرفية من المجاهدين تكون محل الشرطة والجيش، وهو ما طالب به بعض قادة التيارات الإسلامية خلال الأسابيع الماضية.