الكتب والشيشة وجهان لعملة «عوض»: دى ثقافة.. ودى مزاج
«عوض» داخل مكتبته فى الدقى
يجلس أمام ركام من الكتب المستعملة والقديمة المثقلة بالغبار من أثر تركها لعدة سنوات دون أن يلمسها قارئ، ينفث دخان «شيشته» التى لا تفارق فمه نهاراً وليلاً، طوال جلسته يتلقى اتصالات: «يا عم عوض احجز لنا شوية كتب كدا وخليك حنين معانا فى السعر»، بعدها يغلق هاتفه ويبدأ فى تحضير مجموعة من الكتب، ليوردها لجناح «سور الأزبكية» بمعرض الكتاب الذى اختتم فعالياته امس.
تحتوى مكتبة عوض عبدالرازق، 72 عاماً، على مجموعة من الكتب، يرجع تاريخ إصدارها إلى عام 1960 ومجموعة أخرى صادرة العام الماضى: «كل كتبى بشتريها من أصحاب العمارات اللى حواليا ومبقوش عايزينها تانى».
وجود الرجل السبعينى فى شارع وزارة الزراعة فى الدقى، جعله يُخزن ثروة لا بأس بها من الكتب - «ببيع لسور الأزبكية اللوكشة بحالها من 300 لـ400 كتاب بـ 400 جنيه»، قضى عم عوض 40 عاماً فى جمع الكتب وهى كل ما يملك، حتى إنه قرأ ما يقرب من نصفها: «مش عشان قعدتى بالشيشة والجلابية يبقى أنا مبعرفش أقرأ، أنا قريت كتير أومال النظارة دى ليه.. نظرى راح من التمقيق فى الكتب»، يرى الرجل السبعينى أن محله يعد ثروته التى يرغب فى توريثها إلى أبنائه وأحفاده: «بتيجى عليا أيام بقعد أقرا فى الكتب، وأسلى نفسى ليل نهار، وما أعرفش أقرأ غير من كتاب وأقعد أقلب فى صفحاته، لكن من خلال شاشة كمبيوتر ولا تليفون صعب». استاء عم عوض من الإنترنت، وتنزيل الكتب وقراءتها عليه: «راح زمن أن الناس تمسك الكتاب وتقرا منه».