الطبلية المستديرة
زمان كان بيت العائلة مصدر الطمأنينة والأمان والاستقرار، المحبة تربط قلوب الجميع، وكانت الطبلية الخشبية بمثابة اجتماع يومى يحكى فيه كل فرد ما حدث فى يومه، يتناقشون ويضحكون ويتسامرون ويأكلون بنفس راضية. وفى زمننا الصعب هذا لم يعد أحد يتحمل الآخر أو حتى يتقبله.
إن معظم الناس الآن يعيشون فى عالم مضطرب فى قلق وتوتر وخوف ويأس، يعيش الواحد حائر الفكر فى صراع مع نفسه لعدم إيمانه بالله واليوم الآخر، ولعدم ثقته بغيره وبنفسه، يعيش للمادة القاتلة ليسرع فى جمعها أو اغتصابها بدون وجه حق من الآخرين. ويؤكد علماء النفس ألا شىء يملأ نفس الإنسان. المريض نفسياً يرتاح عندما يتجه إلى طبيبه يشكو إليه آلامه فيستمع إليه ويعده بمساعدته والخلاص مما هو فيه. فما بالك لو أنه لجأ إلى الله سبحانه وتعالى وآمن به وهو القائل لرسوله صلى الله عليه وسلم: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان»، و«نحن أقرب إليه من حبل الوريد».
أما فى المجتمع الذى نعيش فيه فعلى كل فرد أن يساعد أخاه ولو بكلمة طيبة صافية «يسروا ولا تعسروا. بشروا ولا تنفروا»، هذه وصفة لا لفرد بل للمجتمع بأجمعه وعلينا نحن الآباء أن نتشبث بالدين والصلاة فى أوقاتها وعلى تلاوة القرآن الكريم، وأن نكون صادقين وأمناء مع أنفسنا ومع الله، ونجعل التقوى منهجاً فى حياتنا، والإيمان بالله وباليوم الآخر شعارنا.