بعد منع رعايا 7 دول من دخول أمريكا.. أصغر فرهادى وبطلة فيلمه يقرران المقاطعة
الممثلة الإيرانية ترانه على دوستى
قرارات أطلقها الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب خلال الأسبوع الأول من توليه مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أثارت الكثير من الجدل على المستوى السياسى المحلى والدولى، لكن قراره الأهم الذى أصبح له تأثير مباشر أيضاً على صناعة السينما فى أمريكا، كان قراره بمنع رعايا 7 دول من الحصول على تأشيرات الولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، وهذه الدول هى العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. وبعد أيام من إعلانه هذا القرار، قرر المتأثرون المباشرون والأبرز بهذا القرار وهم صناع فيلم «ذا سيلزمان» الإيرانى والمرشح لمنافسات الأوسكار فى فئة الفيلم الأجنبى، مقاطعة حفل الأوسكار احتجاجاً على قرارات «ترامب»، وقالت الممثلة الإيرانية ترانه على دوستى إنها مقاطعة لحفل الأوسكار المقرر فى 26 فبراير الحالى احتجاجاً على خطط «ترامب»، مضيفة فى تغريدة لها على «تويتر» إن «حظر الفيزا الذى ينوى ترامب فرضه على الإيرانيين عنصرى، وإذا كان سيشمل فعاليات ثقافية أم لا، فإننى لن أحضر حفل توزيع جوائز الأوسكار احتجاجاً على ذلك».
وأعلن المخرج الإيرانى أصغر فرهادى أنه لن يُشارك فى حفل جوائز «الأوسكار»، مضيفاً «إننى وخلال الأيام القليلة الماضية ورغم الظروف غير المنصفة التى حصلت للمهاجرين والمسافرين من عدة دول إلی الولايات المتحدة، كنت عازماً علی المشاركة فى هذا الحفل ولم أكن أنوى عدم الحضور أو المقاطعة احتجاجاً، لأننى أدرك جيداً أن الكثير من المعنيين بشئون السينما فى أمريكا وأعضاء أكاديمية الأوسكار معارضون لأعمال التطرف التى تجرى هذه الأيام أكثر مما مضی»، وتابع أن «إمكانية الحضور، المترافق مع الشك والتردد، غير مقبولة بالنسبة لى إطلاقاً حتى لو حظيت باستثناء للسفر إلی أمريكا». ورداً على ذلك، أعربت أيضاً أكاديمية «علوم وفنون الصور المتحركة» (الأوسكار) عن دعمها لصناع الأفلام وحقوق الإنسان لجميع البشر حول العالم، مؤكدين على شعورهم بقلق بالغ إزاء احتمال عدم السماح للمخرج الإيرانى وفريق الفيلم من حضور حفل «الأوسكار» هذا العام لأسباب تتعلق بدينهم أو دولتهم أو أصولهم. ولم يكن صناع الفيلم الإيرانى هم المتضررين الوحيدين من قرارات «ترامب»، ففيلم آخر لن يتمكن صناعه أيضاً من حضور حفل «الأوسكار» وهو فيلم «ماى هوملاند» الوثائقى للكاتب والمخرج الألمانى مارسيل ميتلسيفن، والمرشح لفئة أفضل فيلم وثائقى قصير، والفيلم هو قصة حياة مواطنة سورية تُدعى هالة كامل، ويلخص الفيلم حياة أسرة سورية عاشت فى الحرب الأهلية لحلب، ثم اضطرت «هالة» وأولادها الأربعة لترك «حلب» والسفر لألمانيا بعد أن هددت «داعش» زوجها لأنه من مقاتلى المعارضة السورية. ونتيجة لقرارات «ترامب» لن تتمكن بطلة الفيلم السورية من المشاركة فى «الأوسكار». وسبق أن حضرت بطلة الفيلم «هالة» لفعاليات اليوم العالمى للعمل الإنسانى، وألقت كلمتها عن مدينة «حلب» قائلة «المشكلة فى جميع أنحاء العالم أنه لا يوجد من يريد السوريين، ويتعين على السوريين اتخاذ القرار بالبقاء فى مناطق الحرب لأن الجميع لا يريدوننا، فليس أمامنا أى خيار، وعلينا أن نقرر البقاء أو السفر عن طريق البحر، لا أحد يريد السوريين ولا أدرى ما السبب فى ذلك». وأدان مخرج الفيلم قرار «ترامب» واصفاً إياه بأنه «بمثابة ضربة قاصمة للاجئين الذين سبق لهم وأن عانوا من قبل كثيراً»، وتابع «يجب أن نتذكر جميعاً أن قصة مؤسسى أمريكا اعتمدت فى الأصل على أناس قد فروا من الفقر والجوع بحثاً عن حياة أفضل». والمنع والاعتراضات أيضاً شملت فريق عمل الفيلم الوثائقى القصير «الخوذ البيضاء» المرشح لجائزة الأوسكار للمخرج البريطانى أورلاندو فون أينزيدل، حيث إن الفيلم يتحدث عن عمال الإغاثة فى مناطق الحروب وخاصة فى «سوريا»، وكان المخرج البريطانى قد سبق وقرر اصطحاب عمال إغاثة متطوعين فى سوريا ومصور سورى كضيفى شرف إلى الحفل، وقال «أينزيدل» لموقع «ديلى بيست» الأمريكى «عندما لا يتم الترحيب بأبطال، فأين نحن إذاً؟».