«المعادى العسكرى» مستشفى واحد و«رئيسان»
أخيرا لحق به، بعد 31 سنة من اليوم الذى جلسا فيه متجاورين، القائد الأعلى ونائبه، يحتفلان بذكرى نصر أكتوبر، دقائق وتبدل المشهد، فطغت الدماء على ألوان البهجة، وبدلا من أن تنقل الهليكوبتر «السادات» لزيارة مدفن أخيه «عاطف» فى ذكراه الثامنة -بعد استشهاده فى حرب أكتوبر- نقلته بصحبة نائبه إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى حسبما جاء فى كتاب الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل «خريف الغضب وقائع نقل الرئيس الراحل إلى مشفاه العسكرى بعد نصف ساعة من اغتياله».
دون حادث منصة، انتقل مبارك إلى المستشفى العسكرى نفسه، لكن ثمة فوارق عدة بينه وبين رئيسه السابق، فالسادات حملته الطائرة من احتفال بالنصر إلى المستشفى العسكرى، ومبارك حملته سيارة الإسعاف من مستشفى سجن طرة بعد جلطة دماغية كان منطقيا أن يصاب بها جراء ما آل إليه حاله من حاكم على عرش إلى سجين هو وأبنائه.. يوم أن نقل السادات للمستشفى كان فى بدلته العسكرية يحمل كل نياشينه وأوسمته، ويوم أن نقل إليه مبارك فى زى المرض ثار الجدل حول أحقيته فى جنازة عسكرية حال وفاته نهائيا، إذ يجرده الحكم بالمؤبد من كافة نياشينه ورتبه العسكرية.
قد يكون من عجائب القدر، أن يجتمع الرئيسان السابق والقادم فى مربع واحد، لا يزيد الفرق بينهما على 300 متر، يرقد السابق سجين سرير المرض والعقوبة فى انتظار عفو صحى أو إعلان وفاة نهائى فى مستشفى المعادى العسكرى، وينتظر القادم يوم حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا رئيسا منتخبا لمصر الثورة.