«أجناد مصر وحسم والمقاومة».. ميليشيات إخوانية قوامها «العائدون»
جانب من محاكمة المتهمين فى «أجناد مصر» «صورة أرشيفية»
انتقاماً لعزل محمد مرسى وإنهاء حكم الإخوان فى مصر، وفى محاولة بائسة لإعادته للحكم مرة أخرى بقوة السلاح، لم تهدأ محاولات الإخوان وحلفائهم لاستعادة الوجه الدموى المسلح للجماعة، فدأبت على تشكيل تنظيمات مسلحة جديدة منبثقة عن الجماعة الأم، بأسماء متعددة، مثل «أجناد مصر» و«حسم» و«المقاومة الشعبية» و«العقاب الثورى» لتنفيذ عمليات إرهابية فى مختلف المحافظات، بدعم وتمويل من دول وقوى إقليمية متحالفة مع الإخوان، وبدعم وتمويل التنظيم الدولى للإخوان والإخوان الهاربين بالخارج حتى عام 2014، وكان قوام تلك الميليشيات، وقادتها من الإخوان العائدين من أفغانستان والعراق، الذين تدربوا على أساليب القتال والتصفية والاغتيالات هناك وعادوا لتنفيذها فى مصر.
«كتائب المقاومة الشعبية» الإرهابية أطلقت فروعاً لها فى محافظات الجيزة والفيوم وبنى سويف وركزت على استهداف مؤيدى النظام بعد 30 يونيو
«أجناد مصر»، هو أحد تلك التنظيمات الإرهابية الأكثر شراسة بعد «داعش»، وكشفت التحقيقات مع المتورطين فى عمليات نفذها ذلك التنظيم انضمام عدد كبير من الإخوان له، ويعود تأسيسه إلى «همام محمد عطية»، البالغ من العمر 33 عاماً، وأشرف على تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية استهدفت قوات الأمن بمحافظتى القاهرة والجيزة.
«عطية» أحد العائدين الجدد من رحم التنظيمات الإرهابية، حيث سافر للعراق عام 2007 للمشاركة فى حرب التنظيمات الإرهابية ضد القوات الأمريكية هناك، ثم سافر إلى أفغانستان، وانضم لتنظيم القاعدة رسمياً، وتلقى تدريبات على القتال وصناعة المتفجرات، ثم ذهب فى ٢٠١١ إلى العراق، وبقى هناك يعمل خبيراً للمتفجرات مع تنظيم «داعش» الإرهابى، ليعود إلى مصر عام ٢٠١٢، مستغلاً فترة الفراغ الأمنى بعد الثورة، وبعد عودة «همام» إلى مصر انضم إلى تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى فى سيناء، ليعمل هناك فى وحدة المتفجرات المستخدمة فى عمليات خلايا التنظيم الانتحارية، مستعيناً بخبرته التى حصدها فى العراق وأفغانستان، وذلك قبل أن يختلف مع التنظيم ليقرر النزول إلى «القاهرة»، ليؤسس تنظيمه الخاص، الذى نشر بيانه التأسيسى الأول فى 24 يناير 2014، ليبدأ فى استهداف قوات الشرطة والجيش، بعد فض اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة»، المسلحين، بهدف الانتقام لقتلى الإخوان، وركز تنظيم «أجناد مصر»، فى عملياته الإرهابية على القاهرة والجيزة، وشن فيهما عدداً من الهجمات تحت شعار: «القصاص حياة»، وقال إنها «جاءت انتقاماً لقتلى الإخوان فى المظاهرات»، وهو ما يؤكد تبعية التنظيم إلى «الإخوان»، من بينهم مجموعات شاركت فى حروب سوريا والعراق وليبيا، على حسب المواقع الجهادية، ونفذ التنظيم نحو 26 عملية إرهابية، أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين ورجال الشرطة، وكان أبرزها تفجير عبوة ناسفة أمام دار القضاء العالى، واستهداف القوات المكلفة بتأمين محيط جامعة القاهرة، وتفجير عبوة ناسفة استهدفت القوات الأمنية المتمركزة بمحيط جامعة القاهرة، واستهداف القوات المكلفة بتأمين جامعة حلوان من الخارج بإلقاء عبوة ناسفة عليهم، وتفجير عبوتين ناسفتين بنطاق محافظة القاهرة، الأولى أمام البوابة الرئيسية لقصر القبة، والثانية بميدان الألف مسكن بعين شمس، واستهداف سيارة للأمن المركزى أعلى كوبرى الجيزة المعدنى، واستهداف سيارة النقيب شرطة أحمد الصواف بميدان الحصرى بأكتوبر.
أحد المتورطين فى اغتيال هشام بركات تدرب على يد «حماس» والإنتربول طالب تركيا بتسليم 22 إخوانياً متهمين فى القضية
إلى ذلك، أشرف عدد من الإخوان العائدين من رحم التنظيمات الإرهابية بالخارج، على تشكيل لجان مسلحة تابعة للتنظيم، هدفها استهداف رجال الجيش والشرطة، كان أبرزها «حسم» و«المقاومة الشعبية» و«العقاب الثورى»، لكنها ميليشيات أقل تنظيماً من «أجناد مصر» و«بيت المقدس»، وتخصصت فى حرق سيارات الشرطة، وزرع العبوات الناسفة أمام أقسام الشرطة، والمنشآت العامة والخاصة، وقطع الطريق، وحرق القطارات، ومنازل معارضى الإخوان، وقتل المواطنين الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسى. وأطلقت «كتائب المقاومة الشعبية»، فروعاً لها فى عدد من المحافظات، منها: الجيزة، والفيوم، وبنى سويف، وركزت على زرع العبوات الناسفة، كما تخصصت هذه الحركات، التى أشرف على تدريبها الإخوان العائدون، على حسب مصادر إخوانية، فى استهداف معارضى التنظيم من المدنيين، فعلى سبيل المثال لا الحصر نشرت «المقاومة الشعبية» فيديو سابقاً لها، تقتل فيه أحد المواطنين بحجة تعرضه لمظاهرات الإخوان ودعم قوات الشرطة والجيش، إلا أن نشاطها انحسر مؤخراً بشكل ملحوظ، فى ظل الضربات الأمنية المكثفة لعناصرها، واستطاعت قوات الأمن القبض على أعضاء بخلية «حسم» الإخوانية، من المتورطين فى عدد من العمليات الإرهابية، حسب تحقيقات رسمية، جرت معهم من بينها اغتيال الرائد محمود عبدالحميد صادق، رئيس مباحث مركز طامية بالفيوم، وقد ارتكبها 2 من المتهمين هما عشرى محمد إسماعيل محمد، ورائد محمد عويس مرتضى، ومحاولة اغتيال الشيخ على جمعة تمت أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة ونتج عنها إصابة أحد الحراس المُكلفين بتأمينه، والمتهمون هم مؤمن محمد عبدالجواد وأحمد عمر سويلم وأحمد الفزانى وإيمان فتحى القصاص وأحمد نادر عبدالقادر حماد وعبدالحكيم محمود عبدالحى وأحمد عبدالعزيز وأحمد شيشة وأحمد حافظ وآخرون، وقد اعترف المتهم الأول تفصيلياً بارتكاب الواقعة. وكذلك محاولة اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد وتم القبض على اثنين وهما نبيل إبراهيم الدسوقى وعمر خالد عبدالرحمن محمود، والاثنان اعترفا بالنيابة ومثلا الواقعة، حيث تمت بسيارة مفخخة تم وضعها بخط سير موكبه من مكتب النائب إلى منزله، حيث إن المتهم الثانى ابن قيادى إخوانى ووالده محبوس فى قضية كتائب حلوان.
اغتيال النائب العام
أما العملية الأخطر التى نفذها «الإخوان العائدون» فكانت اغتيال النائب العام السابق، المستشار الشهيد هشام بركات، حيث كشفت التحقيقات عن المتورطين الذين ينتمون للمجموعات المسلحة المتقدمة بجماعة الإخوان الإرهابية، بتكليف من الإخوانى الهارب أحمد عبدالرحمن، مسئول مكتب إخوان الخارج السابق.
علاقة المنفذين بالإخوان كشفتها التحقيقات مع المتهم محمود الأحمدى عبدالرحمن، والاسم الحركى «محمدى»، طالب بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر الفرقة الثالثة، الذى اعترف أنه انضم لتنظيم الإخوان وبعد 30 يونيو شارك فى اعتصام رابعة حتى الفض، وبعدها شارك فى كل الفعاليات داخل الحرم الجامعى وخارجه ثم اشترك فى العمل النوعى والمسيرات الإخوانية لقطع الطرق وإلقاء الشماريخ على القوات الأمنية وتفجير أبراج الكهرباء، وأوضح فى التحقيقات أنه تلقى تكليفاً من الإخوانى الهارب بتركيا الدكتور يحيى موسى الذى تعرف عليه عن طريق الإخوانى «سعيد المنوفى»، والإخوانى «شمس» الذى كان يتعامل معه تحت اسم حركى «خالد»، وكلفه بالذهاب إلى غزة لتلقى دورة تدريبية فى معسكرات حماس. «محمدى» لفت كذلك إلى أنه توجه إلى غزة عن طريق مهربى الأنفاق، واستمر فى دورة تدريب لمدة شهر ونصف، وهناك التقى بـ«أبوياسر، وأبوحذيفة، وأبوعمر» والأخير ضابط مخابرات تابع لحركة «حماس»، وتلقى دورة تدريبية فى التكتيكات العسكرية وحرب العصابات وصناعة المتفجرات من المواد ثنائية الاستخدام وتركيب الدوائر الكهربائية وتفخيخ السيارات، موضحاً أنه لم يتمكن من العودة إلى مصر إلا بعد 3 شهور بسبب وجود صعوبة فى التسلل عبر الأنفاق.
وطالب الإنتربول بتسليم 22 شاباً متهمين باغتيال النائب العام، وأغلبهم ينتمون إلى تنظيم الإخوان الإرهابى والتنظيمات الإرهابية الأخرى التى جنحت لاستخدام العنف، أبرزهم القيادى الإخوانى يحيى السيد إبراهيم موسى، الشهير بـ«يحيى موسى»، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة فى عهد المعزول والهارب إلى تركيا، وأرسل «الإنتربول» نشرات حمراء بأسماء المتهمين وتفاصيل ومعلومات عنهم إلى عدد من الدول لملاحقتهم أمنياً وسرعة القبض عليهم وترحيلهم للقاهرة لمحاكمتهم مع باقى المقبوض عليهم فى قضية اغتيال النائب العام السابق.