"أخضر يابس" يحصد الجائزة العربية الوحيدة في "أسوان لأفلام المرأة"
أبطال فيلم "أخضر يابس"
مثل فيلم "أخضر يابس" للمخرج محمد حماد، مصر في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، بمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، والذي حصد جائزة أفضل تمثيل ذهبت إلى الفنانة هبة علي، وذلك بعد عدة جولات خارجية في مهرجان "لوكارنو"، و"دبي"، ويشارك في الفيلم ممثلين لأول مرة وهم هبة علي، محمد عيسى، سعد عامر، أحمد العايدي، بسنت خليفة وآخرين.
وقال المخرج محمد حماد، إنه تلقي طلبات عديدة مهرجان بمصر لعرض الفيلم منها الأقصر وشرم الشيخ وأسوان، مضيفا: "اخترت أسوان لأننا قربنا ننزل سينما وموعد المهرجان هو الأفضل".
وتابع حماد لـ"الوطن": "فكرت منذ أربعة سنوات في عمل فيلم روائي طويل بعد تجارب متعددة في الروائي القصير، وشرط يكون من انتاجي، وبدأت رحلة تنفيذه واستغرقت الكتابة عام ونصف، وتحدثت لعدد من أصدقائي المقربين للدخول معي، حتى استعنت بوالدي ووالدتي ووالد زوجتي منتجة الفيلم خلود سعد، وصديقي للتمثيل، وكان لابد أن يكتب العمل بطريقة معينة فهي تجربة صعبة جداً، خاضة أن فكرة صنع الفيلم من مجهود ذاتي، بدون دعم من أي جهة سواء في الداخل أو الخارج".
واستطرد: "جميع الممثلين بالفيلم تعتبر هذه تجربتهم الأولى، وهذا كان شرطاً أساسيا في العمل هو الاستعانة بوجوه جديدة الجمهور لم يراها من قبل، حتى يطفي ذلك المزيد من المصداقية، وهذا الأمر سلاح ذو حدين فبعض الجمهور يبحث عن اسم البطل، لكني لم أنشغل كثيراً بهذه الجزئية، لأن نقاط قوته أكثر، نتيجة عدم وجود انطباعات مسبقة، كان الغالب التلقائية والطزاجة".
وأردف: "لم نحاول الاستعانة بأي نجم كضيف شرف، لأني هذه تعتبر طريقة تسويقيه مباشرة لا أحبها، فهناك أعمال بلا نجوم والجمهور استقبلها بشكل جيد جدا والعكس، الأفضل بالنسبة لي أن الجمهور يحب الفيلم ويتعاطف مع قصته هذا الاهم، فمصر ليس مقتصرة فقط على النجوم لدينا طاقات هائلة ومواهبة رائعة".
وقال مخرج "أخضر يابس": "هذا النوع ينتمي لسينما المؤلف، وسعيد جدا بعرض الفيلم هنا في مصر بعد عرضه في "لوكارنو" و"دبي"، وأقول للجمهور ستدخل تجربة مغريبة جدا تكاد تكون غامضة ومثيرة جدا للتفكير وغرائبية وممكن تخرج منها بمشاعر مختلطة، فهي تكشف سر أو لغز أنت شخصيا تدخل تجربة به جزء نفسي، فرصة جيدة للعرض خارج القاهرة لأني أرغب في العرض خارج العاصمة لأنى لا أرها المركز، فهناك جمهور ذواق في جميع المحافظات".
وأضاف: "عملنا معينات وبروفات، وصورنا في أماكن حقيقية بيوت ومحلات ومواصلات عامة ومستشفى وعيادة، فالفيلم عبارة عن دراما الرحلة والبطلة إيمان في رحلة، وتدور الأحداث عن قصة بنتين عايشين لوحدهم بعد وفاة الوالدين، وطوال الوقت في وضع دفاعي، وكأن هنا مكرسكوب يراقبهم، كما أن هناك ضغط نفسي طول الوقت عليهم، وتم تصوير المشاهد في 21 يوم على مدار عام بأجور مؤجلة وفي متطوعين".
بينما قالت بطلة الفيلم هبة على: "عرض عليّ "حماد" الموضوع وبدأ ياخذ رأيي باعتبار أننا أصدقاء، وكنت أظن أنه يحتاجني في الإخراج، بما أني مساعد مخرج، لكنه فاجئني بأننا البطلة إيمان، لم تكن فكرة التمثيل في خطتي وقتها، لكن حدوتة حياة إيمان شدتني فهي باختصار حدوتة بنت مصرية في التلاتينيات موجودة في حياتنا كلها، كما أنها قصة تمس كل الستات وتشبه المجتمع".
وأضافت هبة لـ"الوطن": "كنت محتاجة أكون شخص تاني غير هبة، وكل المشاهد كانت صعبة تمرنت على كل مشهد حتى أكون إيمان وليس هبة، فكان مجهود لأنني ليس لدي خبرة الممثلين الكبار، وإيمان شخصية من الطبقة العادية ملتزمة ومحافظة تعمل وتعول شقيقتها فهي تقوم بدور الأب والأم، والتفاصيل التي تحدث تجعلها تغير طريقة تفكيرها، وسعيدة بعرض الفيلم في أسوان وخاصة في مهرجان يحمل اسم المرأة".
فيما قالت خلود سعد منتجة الفيلم: "سعيدة بأننا نمثل مصر وليس هدفنا جائزة يكفي مشاركتنا وإشادة البعض بالفيلم مثل أستاذ يسري نصرالله الذي يعتبر من علامات السينما وتاريخيها كتب على الفيلم قبل وبعد عرضه "لوركانو" داخل قسم صناع الحاضر وشاد به فالفيلم كان الوحيد المصري الذي شارك بعد 69 ليس مضطر للمجاملة".
وأضافت: " حماد" يسعى لعمل سينما المؤلف، وأثناء فترة كتابة الفيلم كان يكتبه لكي ينفذه بكريقة الأفراد، وبعد أن أنتهينا من الفيلم والمونتاج داخل المنتج محمد حفظي كمنتج مشترك وموزع حتى يكمل باقي الفيلم من المكس ونسخ الـdcb وتحمس بعد مشاهد النسخة، واستعان بطاقم عمل من فرنسا لوضع الصوت والتلوين والمكس، ولم يبخل على الفيلم بأي شيء، وأتمنى تكرار هذه التجربة لأنها مغرية".
بينما أكد المنتج محمد حفظي، أن الفيلم عبارة حالة سينمائية ورؤية ناضجة يحمل تحدي لمخرج جيد جداً، مضيفاً: "بمجرد أن عرض عليّ الفيلم تحمست له كثيراً، خاصة أنه كان قد انتهى من تصويره بشكل كامل، وبالتالي القرار كان أسهل".
وأضاف "حفظي": "بدأنا خطة توزيع الفيلم من خلال المهرجانات التي شارك فيها، واستعنى بفريق من فرنسا لعمل الصوت والألوان للفيلم، وسيتم طرح الفيلم في خلال شهر من الآن في عدد قليل من السينمات نظراً لطبيعته ولن تزيد مدة طرحه أكثر من أسبوعين، وأنا مؤمن بأن لكل عمل جمهور أياً كان وليس مع فكرة أن الإقبال الكبير دليل على نجاح العمل".
وتابع: "طبيعة الفيلم تحتم علينا خطة توزيع معينة، وسبق وطرحت فيلم "فرش وغطا"، لمدة أسبوع و7 شاشات، لأن هذه النوعية لا يصلح معها 30 أو 50 دار عرض، نستعد حالياً لطرح "علي معزة" أول مارس، و"الشيخ جاكسون" لم يتحديد موعد عرضه.