«عبداللطيف» بدأ علاجه بمحاضرة «تأهيل نفسى».. وينتظر «الجرعة الأخيرة»
عبداللطيف ناجى
لم تنل إصابته بفيروس سى من لمعة عينيه المليئتين بالطموح والإصرار على مواجهة الصعاب، ولم يمح مرضه ابتسامته التى يرسم بها طريق مستقبله، كان عبداللطيف ناجى عبدالله يحلم بأن ينتهى سريعاً من دراسته بكلية الهندسة ليبدأ أولى خطوات حياته العملية، راح يقدم أوراقه لتأدية الخدمة العسكرية، وأثناء الكشف الطبى فوجئ أنه مصاب بفيروس «سى» منذ سنوات طويلة ولم يكن يشعر به، حيث بدأ معه منذ إصابته بـ«أنيميا الفول» عندما كان عمره 6 سنوات، وعن ذلك يقول «وأنا صغير أصابنى أنيميا الفول، وبدأت بعدها أحصل على نقل دم وكررت هذا الأمر 8 مرات، داخل أحد المستشفيات الخاصة بمحافظة كفر الشيخ، وبعدها بدأت أتعامل وأعيش حياتى بشكل طبيعى مثل أى ولد فى قريتى». عاش «عبداللطيف» حياته يدرس ويجتهد فى دراسته حتى التحق بكلية الهندسة، وما إن انتهى من دراسته بدأ يتقدم بأوراقه لمنطقة التجنيد بالمنصورة، التى أكدت من خلال الإجراءات الطبية أنه مصاب بفيروس «سى». هذا الخبر كان كفيلاً بأن يصيبه بزلزال نفسى أثر عليه تماماً، ويقول «عندما علمت بإصابتى حدثت لى صدمة وذهول استمر أياماً، وكنت متشككاً فى نتيجة التحليل إلى أن قمت بإعادة الاختبارات الطبية مرة أخرى فى منطقة التجنيد الرئيسية بالقاهرة، التى أكدت إصابتى وأننى أحمل الفيروس، لكننى كنت خلاص أخدت الصدمة وبدأت أتعامل معها».
خريج كلية الهندسة يتمسك بالأمل فى مواجهة المرض ويقترب من الشفاء
لا ينطفئ بريق عينيه أبداً أمام هذه المحنة، ويقول «عندما علموا فى البيت بعد عودتى وتأكدوا من إصابتى لم أجد إلا التشجيع على البدء فوراً فى العلاج رغم أننى أرى فى عيون أهلى وأخواتى ملامح حزن إلا أننى كنت أتظاهر منذ البداية أن كل شىء تمام وأن العلاج مسألة وقت والأمور هتعدى وهبقى أحسن، وقررت أن أتفاعل فعلاً مع الموقف وأستعيد عزيمتى وأتوجه لمستشفى كفر الشيخ، وفقاً للكارت العلاجى الذى تسلمته من منطقة التجنيد وذهبت لأتلقى جرعات العلاج».
ما زال «عبداللطيف» متمسكاً بالأمل ويرى أن هذا الفيروس لم يعد مفزعاً، كما كان يعتقد من قبل، وحسب قوله «فور وصولى المستشفى للحصول على العلاج المجانى، شرح الأطباء لمجموعة من المجندين الذين اكتشفوا بالصدفة إصابتهم، حقيقة الأمر، وتم تأهيلنا نفسياً، وهذه المحاضرة التى تلقيناها فى أول يوم جئنا فيه للمستشفى فرقت معايا كتير، وجعلتنى أكثر صموداً وإرادة على محاربة المرض وأعادت لى الثقة وشعرت أن الأمر أصبح بسيطاً، خاصة مع تطور الطب وتقدم المنظومة العلاجية».
«عبداللطيف» بدأ يستعيد ابتسامته قائلاً «الحمد لله بعد أن حصلت على الجرعات الثلاث، الآن أستكمل الجرعة الأخيرة، وأتمنى انتهاء فترة العلاج لأبدأ حياتى العملية.