محسن جابر: أستطيع حماية الإنتاج الغنائى من القرصنة فى العالم كله إلا مصر
المنتج محسن جابر
يمتلك المنتج محسن جابر، رئيس اتحاد المنتجين المصريين ورئيس شركة «مزيكا» للإنتاج الغنائى، ما يقرب من 80% من تراث الإنتاج الغنائى بمصر والوطن العربى، ويحمل على عاتقه حماية هذه المنتجات من القرصنة، ولذلك ظل أعواماً يحاول أن يضع تشريعً قانونياً يجرم من خلاله السرقة الإلكترونية وحينما وصل لحل لهذا الأمر قامت ثورة يناير فتوقف مشروعه.
الأسطوانات المدمجة ستختفى مع نهاية 2017.. والديجيتال هو العصر الجديد للأغنية
يتحدث «جابر» لـ«الوطن» عن حال صناعة الأغنية المصرية، والإنتاج الغنائى بمصر، وسبب توقف مشروعه بتجريم السرقة الإلكترونية، وتفاصيل ألبوماته الغنائية الجديدة مع هشام عباس وميادة الحناوى، ومشكلته الأخيرة مع المطرب تامر عاشور بعد تسريب ألبومه الجديد «خيالى».
■ ما تقييمك كرئيس اتحاد المنتجين المصريين لحال صناعة الغناء بمصر؟
- لا توجد حالياً صناعة غناء بمصر من الأساس، فالإنتاج الغنائى أصبح ضعيفاً للغاية، وربما يكون معدوماً بسبب القرصنة والسرقات الإلكترونية التى نعانى منها منذ سنوات طويلة، والتى لا نجد لها أى حلول، وحاولنا مراراً وتكراراً وضع ضوابط ولكن النهاية كما هى لا يوجد حل، وأنا الحمد الله قادر على إدارة شركتى، والإنتاج لنخبة من المطربين الكبار أمثال ميادة الحناوى وهشام عباس وآمال ماهر ورامى صبرى وساموزين وتامر عاشور وأحمد عدوية.
■ كيف استطعت الاستمرار فى عالم الإنتاج رغم القرصنة والسرقة الإلكترونية؟
- أنا لست مقياساً، لأننى أعرف جيداً أماكن المداخيل المادية، وأستطيع الوصول لها، كما أننى أمتلك 80% من الإنتاج الغنائى بالوطن العربى، وهذا الرقم قادر بدون أن أنتج أن يحقق لى ريعاً ودخلاً مادياً كبيراً، فأنا قادر على حماية أعمالى ومنتجاتى الغنائية، لأننى عضو فى منظمة IFBI، ولكن المضحك فى الأمر هو أننى قادر على حماية أغنياتى ومنتجاتى فى العالم ولكنى لا أستطيع حمايتها بمصر، ولكننى هنا أتكلم بلسان حال رئيس المنتجين المصريين، فهناك أزمة القرصنة والسرقة تواجه هؤلاء المنتجين وهم غير قادرين على الاستمرار والتعايش معها.
استغرقت عامين لوضع قانون يجرم السرقة الإلكترونية.. وحينما تحمس له «حسنى» و«عصفور» تركا الوزارة
■ ولماذا لم تشارك الدولة فى تشريع قانون يجرم السرقة الإلكترونية؟
- ظللت أعمل منذ 2008 لمدة عامين متواصلين من أجل وضع قانون يجرم القرصنة الإلكترونية، وتواصلت مع فاروق حسنى وزير الثقافة فى هذا الوقت لتشريع القانون وإصدار قرار وزارى به، وتم وضع أول خطوة للقانون فى ديسمبر 2010، وأول جلسة لمناقشة القانون وتوضيبه كانت فى 17 يناير 2011 وبعدها بأيام قامت الثورة فتوقف كل شىء.
■ ولماذا توقفت الجلسات بعد الثورة؟
- عقب الثورة، رحل فاروق حسنى عن وزارة الثقافة، وتم تعيين عماد أبوغازى، ففرحت للغاية لكونه كان حاضراً معنا فى جلسة 17 يناير، ولكن لكى نأخذ معه ميعاداً ونحدد جلسة جديدة كان قد تم إعفاؤه من منصبه، واستمر هذا الحال لدرجة أن هناك 9 وزراء تعاقبوا على الوزارة، وأتذكر أن آخر وزير قابلته من أجل القرار كان الدكتور جابر عصفور، كان متحمساً جداً لتطبيق القرار، ولكنه بعد أيام من تحمسه للقرار تم إعفاؤه أيضاً.
■ كيف تؤكد أنك لا تحقق نجاحاً مادياً فى حين أن أغلبية ألبومات الشركة تحقق نجاحاً جماهيرياً؟
- لا بد أن يعى القارئ بأن هناك اختلافاً كبيراً بين نجاح الألبومات على الصعيد الجماهيرى، والنجاح المادى، فالإنتاج الغنائى بمصر لا يحقق أى نجاح، ولو استطاع المنتج أن يخسر 50% فقط من أصل ما أنفقه على ألبوم غنائى، يعد ذلك إنجازاً فى العصر الذى نعيش فيه، ربما تسمع عن أغنيات وألبومات غنائية «كسرت الدنيا» ولكنها لم تحقق أى إيرادات، وهذا الأمر يعود بالسلب على الصناعة لأنه يجعل المنتج يقلل من المبالغ التى يدفعها للشعراء والملحنين وسيترتب على هذا الأمر أنه لن يدفع للمطرب فسيتوقف الإنتاج.
■ من أين يتكسب المطرب والمنتج أموالهما؟
- المكسب من حركة البيع والشراء أصبح مستحيلاً، فلا يكسب منها المطرب ولا المنتج، فالمطرب حينما يفشل فى اكتساب أمواله من بيع الأسطوانات، فسيلجأ بشكل رئيسى إلى الحفلات الغنائية، والأفراح، ولو لديه شعبية كبيرة وأغنياته حققت نجاحاً كبيراً ستأتى له عقود إعلانية أو تقوم شركات كبرى برعايته فنياً، أما المنتج فسيهتم بتسويق الأعمال بطريقة «الديجيتال» وهى الحقوق المادية العائدة من نشر المنتج الغنائى عبر مواقع التواصل الاجتماعى ويوتيوب، بالإضافة إلى نسب من الحفلات والأفراح التى يحيها المطرب المتعاقد معه.
■ المطربون فى منطقة الخليج لديهم القدرة على طرح ألبومات غنائية بشكل مستمر.. بم تفسر ذلك؟
- لأن الدول الخليجية استطاعت أن تقنن وتمنع التحميل المجانى، أصبحت القرصنة مستحيلة عبر الإنترنت، ولذلك نرى أن المطرب الخليجى قادر على الاستمتاع بأعماله الغنائية، ولديه القدرة على الإنتاج وهو مطمئن بأن عمله سيعود عليه بالربح، ويستطيع من خلال الربح أن يقدم عملاً فنياً جديداً، أما المطربون فى مصر فهم دائماً يعيشون فى قلق بسبب خوفهم من الفقر والكساد الفنى، لأن الأعمال الغنائية التى سيقدمها لن تعود عليه بأى ربح، فأصبح متلهفاً فقط على المشاركة فى الحفلات الغنائية، وتجده دائماً ما يتصارع على المشاركة فى أى حفل، لكونه أهم المصادر للربح فى الوقت الحالى، ومع ذلك لا توجد حفلة ستستوعب كافة المطربين المصريين، إضافة إلى أن الأزمات والصراعات التى تمر بالوطن العربى خلال الفترة الماضية أدت إلى تقليل عدد الحفلات مقارنة بما كان يحدث خلال السنوات العشر الماضية.
■ كيف يتعامل الغرب مع قرصنة الأغنيات والألبومات؟
- إحدى السيدات من المقرصنات الإلكترونيات تحايلت على موقع خاص لشركة غنائية وقامت بتحميل 12 أغنية فقط من إصدارات الشركة، فقامت الشركة بعمل بحث إلكترونى عمن حاول اختراق السيرفات الخاصة بها، وتم الوصول إلى تلك السيدة، فقُبض عليها وتم إلزامها بدفع مبلغ 962 مليون دولار، لكونها قامت بتحميل 12 أغنية فقط، فما توقعك لوطننا العربى الذى يقوم فيه الفرد بتحميل كافة الألبومات الغنائية والأغنيات السنجل مجاناً دون أن يدفع مليماً واحداً، ولذلك نجد أن المطربين الأجانب يتقاضون ملايين الدولارات حول أعمالهم الغنائية، عكس مطربينا المصريين الذين هناك عدد كبير منهم أصبح غير قادر على المنافسة فى السوق بسبب عدم إيجاده المنتج الذى يحميه.
■ هل اقتربت «الأسطوانات المدمجة» التى تحمل الأغنيات والألبومات من الانقراض؟
- بالتأكيد، خلال فترة التسعينات كانت ألبومات الكاسيت هى العملة الخاصة بالمطربين والمنتجين، ومع التطور التكنولوجى ودخول عصر الإنترنت والكمبيوتر، تم استبدال الكاسيت بالأسطوانات المدمجة، وأعتقد أنه مع نهاية العام الحالى أو العام المقبل على أقصى تقدير، سيتم إيقاف طرح الأسطوانات، واستبدال الإنتاج الإلكترونى بها، فمثلاً حينما كنا ننتج أغنية لعمرو دياب، كنا نطبع 500 ألف شريط، أما الآن لو طرحنا أغنية لعمرو دياب سنجد خلال الساعات الأولى من طرحها قد استمع إليها 10 ملايين مشاهد عبر يوتيوب والفيسبوك وكافة مواقع التواصل الاجتماعى، فتخيل لو قمنا بأخذ جنيه واحد فقط من كل من استمع للأغنية فكم عدد المبالغ التى سيتحصل عليها المنتج والمطرب؟
■ لماذا تأخر طرح ألبوم هشام عباس الجديد أكثر من 8 سنوات؟
- هشام عباس أخى وصديقى، وأنا أحبه على المستوى الشخصى للغاية، ولكن هشام متكاسل جداً فى الغناء، وكل مرة أتكلم معه وأقابله أشجعه على التسجيل وطرح الألبوم، ولكنه فى فترة ما وجدته اهتم بالتقديم التليفزيونى على حساب الغناء، وهى فترة أدت إلى تأخير طرح ألبومه، وللعلم ألبوم هشام يعتبر جاهزاً للطرح، ويتضمن عدة أغنيات وأشكال غنائية جديدة ومختلفة، وكل ما يحتاجه الألبوم هو أن يتحمس هشام لتسجيل باقى الأغنيات لكى نحدد موعداً لطرح العمل فى الأسواق.
■ كيف استطعت أن تعيد ميادة الحناوى من جديد لعالم الغناء؟
- ميادة لم تختف عن الغناء، ولكنها أحبت ألا تقدم أعمالاً غنائية جديدة طيلة الظروف الصعبة التى تمر بها سوريا، فأغنيات ألبوم ميادة جاهزة من فترة طويلة، وكل ما كنا نقوم بحثها على القدوم لمصر ووضع صوتها على الأغنيات كانت ترفض الخروج من سوريا حتى لا يقال إنها تسافر وتترك بلدها فى ظروفه الصعبة، إلا أننا قمنا بالضغط عليها بقوة فى الفترة الأخيرة، فتشجعت للقدوم للقاهرة، لكى تضع صوتها على أغنيات الألبوم، فالموسيقى الخاصة بالأغنيات تم الانتهاء منها تماماً، منها 3 أغنيات للفنان محمد ضياء الدين و3 أغنيات لصلاح الشرنوبى وأغنيتان لعمرو مصطفى.