بالفيديو | "كفيف" و"متأخر عقليا" و"فاقد للذاكرة".. صرخة الضعفاء في أعمال محمد صبحي
الفنان محمد صبحي
عشق أدور المربي الفاضل الذي ترسي أعماله القيم وتغرس المبادئ في نفوس الأطفال، غير أن ذلك لم ينسه القيام بدور "الجلاد" الذي يعرّي قسوة المجتمع على نفوس تبحث عمن يمسح على رأسها، فهو الكفيف الذي سكن دارا للرعاية يستبيح مديرها التعامل مع فاقدي البصر بشكل يخلو من الآدمية، وهو "الغبي" الذي يعاني تأخرا عقليا يستغله البعض في المتاجرة به لمصلحتهم، قبل أن يرتدي ثوب "فاقد الذاكرة" الذي لا تسعفه حفيظته في درء المفاسد عن نفسه، ثم يبين لمجتمعه كيف أن كرامة الضعيف يمتهنها ذات الأشخاص الذين يبادرون باحترامه والتقرب منه إذا صار قويا.
مسرحية "انتهى الدرس يا غبي"، كانت أولى محاولات "صبحي" لتجسيد أناس لم يقترفوا ذنبا سوى "البراءة"، من خلال دور "سطوحي" الذي يبدو طفلا يلعب ويلهو ويفسد كل شيء داخل بيت ذلك الطبيب الذي يحتضنه ويسلط عليه ابنته لتوقعه في حبها من أجل استغلاله في إجراء عملية جراحية تعيد له ذكاءه، إلى أن يفشل مخططهم ويستغنوا عن ذلك الشاب ويزيدوه تحطيما، قبل أن يندموا على فعلتهم ويفاجئون بعودته، بعد عام، معافى تماما من الغباء بفضل إرادته الحادة.
جانب آخر من الضعف الإنساني يظهره فيلم "رجل بسبع أرواح" للنجم محمد صبحي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، الذي يبدو، اليوم، شابا نبيلا يتدخل لتخليص فتاة من اغتصاب بعض البلطجية، قبل أن تكتشف فقد ذلك الشاب لذاكرته بالكامل، قبل أن تساعده الفتاة وتنشر صورته من أجل جمعه بأهله، فتارة تدعي عصابة أنهم أقرباؤه ليستغلوا توقيعه في استيراد مخدرات من الخارج، وأخرى تتشكك فيه عائلة ريفية وتجعل منه غنيا يريدون قتله ليرثوا أمواله، ولا مانع من بعض المواقف الكوميدية، في الأحداث، مثل إيداعه مستشفى الأمراض العقلية ليعايش "المجانين"، غير أن الفيلم حوى رسالة مفادها أن الحب الحقيقي ربما يغني عن الماضي بأكمله.
الازدواجية في التعامل مع الأشخاص قصف بها "صبحي" جبهة مجتمع بأكمله من خلال فيلم "أونكل زيزو حبيبي"، فالشاب الذي نشأ نحيل الجسد ضعيف البنية يستهين به الجميع ويحطون من قدره ولا يعتمدون عليه في الصغير قبل الكبير، غير أن الشاب ذاته يتحول إلى أسطورة حينما يتم حقنه بمادة تقوي بنيته وتجعل منه شرسا يقدر جسده على كسر كل ما يقابله، قبل أن يرسي الفيلم قاعدة تنتصر للعقل الذي يستطيع إجبار الجميع على احترام الشخص أيا كانت قوته الجسدية.
مسرحية "وجهة نظر" كانت دعوة وجهها النجم محمد صبحي لكل من فقد حبيبتيه دون أن يهب المجتمع لنصرته، فها هو "عرفة الشواف" يقتحم إحدى دور رعاية المكفوفين ليكتشف فساد إدارتها التي قذفت الرعب في قلوب مكفوفيها وسرقت الحلم من أرواحهم وأذاقتهم فتات الحياة بعد رغدٍ تحتفظ به لنفسها، ليهب "الشواف" ثائرا لحقوق ذويه ويفضح ألاعيب المفسدين، لتكون رسالته في النهاية: "دماغي هي راس مالي.. دماغي هي اللي فاضلالي".