"الوطن" ترصد خريطة"شقوق الظمأ"في 5 محافظات
لا شىء يخضع للمنطق فى مصر، هنا النيل الذى يشق قلب البلاد منذ آلاف السنين، ومع ذلك تهلك الأراضى عطشاً؛ تجف السيقان الخضراء وتتساقط الثمار قبل أوانها وتموت ذابلة ولا أحد يتحرك، يصرخ الفلاحون منذرين ثم محتجين ثم متظاهرين قبل أن يقطعوا طريقاً أو يشعلوا إطارات أو يهددوا سائحين لا ذنب لهم، لا يطلبون سوى أبسط الحقوق، مياه نظيفة تروى الزرع وتُنبت الثمر، وتبلّ ريقاً جف من الاستجداء والتوسل، وتعيد اللون الأخضر إلى التربة الموءودة بفعل دولة لا يملك رأسها إلا الدعاء حين تستعر الأزمات وتصبح الشقوق فى جبهة الأرض العجوز مثل وصمة عار فى جبين بلد النيل، الذى ما زال يجرى حتى الآن.
«الفيوم» و«كفر الشيخ» و«الشرقية» و«الدقهلية» و«قنا»، خمس محافظات زارتها «الوطن» لتنقل منها معاناة أهلها فى الرى وجفاف الأراضى، معاناة تجسدت فى الأرض المقبلة على البوار، وفى الفلاحين الجالسين على شطآن الترع إلى جوار أراضيهم العطشى الهامدة المجعدة، ينتظرون ماء يبعث فى تلك الأراضى الحياة.. ننقل لكم الصورة كما هى، آملين أن يتحرك من بيده الأمر لينقذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يتسلل التشقق من الأراضى إلى نفوس أصحابها، وساعتها لن يبقوا على شىء، و«يا روح ما بعدك روح».
أخبار متعلقة:
الأرض "بور" .. والحكومة "معندهاش دم"
أراضى استصلحها «ناصر» وقتلتها «النهضة»
"البوار" يهدد 30 قرية .. والكهرباء السبب
الشرقية..المزارعون: "بيوتنا هتتخرب"
عطش يخنق الأرض .. وشقوق تتسع