أهالى «الوفائية» يطالبون بالقصاص لشهيد «البحيرة» فى أحداث «العباسية»
سمير الكيال
4 سنوات مرت على أسرة الشهيد سمير الكيال، ابن محافظة البحيرة، كأنها مئات السنين، لم ينسوا فيها ابتسامته التى كانت تملأ حياتهم أملاً وبهجة، وما زالوا ينتظرون القصاص له بعدما راح ضحية الإرهاب الغادر أثناء تأدية واجبه الوطنى، وما زال أهالى قرية الوفائية مسقط رأس الشهيد يتذكرون أحداث استشهاده تفصيلياً، وأطلقوا اسمه على أحد شوارع القرية.
من ينسى الشهيد عريف سمير أنور إسماعيل الكيال، الذى استشهد أمام مسجد النور خلال تصديه لمحاولات المتظاهرين اقتحام وزارة الدفاع بالعباسية، يوم 2 مايو 2012، عندما اجتمع أنصار الإخوان والسلفيين، فى اعتصام مسلح بالعباسية للهجوم على وزارة الدفاع، لتنفيذ مخطط هدم الدولة والقضاء على هيبة الجيش المصرى.
شقيق الشهيد: تقدمنا بأوراق شقيقى الأصغر رمضان للتطوع فى القوات المسلحة لاستكمال مسيرة الشهيد فى الدفاع عن تراب الوطن
خالد أنور الكيال، 44 سنة، شقيق الشهيد الأكبر، الذى تحمل مسئولية إخوانه الشباب والفتيات بعد وفاة والد الشهيد، عقب استشهاد «سمير» بعامين، حيث أصيب الوالد بمرض فى الكبد والقلب وأكد الأطباء أن حالته الصحية تأثرت بالحزن على فراق نجله، وظل من يوم وفاة «سمير» يصارع المرض حتى وافته المنية قبل عامين، بعد أن أدى فريضة الحج بمنحة من الدولة. وتابع «الكيال»: «ننتظر القصاص ممن قتلوا أخى ونطالب الدولة بتنفيذ وعودها بالقصاص من كل إرهابى امتدت يده لتقتل أبناء هذا الشعب، والقضية ليست قضية أخى، بل قضية جيل بالكامل وقف ضد الإرهاب بكل قوة، لم يخش التهديد والوعيد وقدم روحه فداء للوطن، فوجب علينا القصاص لهم وحتى تهدأ النار التى فى صدور أهالى الشهداء، وليعلم كل من يحاول زرع الفتنة والإرهاب فى مصر، أن مصيره الموت تحت أقدام أبنائها، ومن هذا المنطلق فقد تقدمنا بأوراق شقيقى الأصغر رمضان أنور الكيال للتطوع فى القوات المسلحة، وبالفعل تم قبوله بعد استيفاء الأوراق والشروط المقررة وخضوعه للاختبارات الخاصة بالقوات المسلحة، ورمضان أعلن التحدى، وأخذ على عاتقه مسئولية الانضمام لخير جنود الأرض، لاستكمال مسيرة شقيقه الشهيد فى الدفاع عن تراب هذا الوطن»، والتقط «خالد» أنفاسه ثم استكمل كلامه قائلاً: أتذكر يوم استشهاد أخى، حينما قدم المشير حسين طنطاوى العزاء للأسرة وأبى رحمه الله، طلب منه والدى حماية مصر من الإرهاب وأعداء الوطن، وأثناء عودتنا بالجثمان من القاهرة إلى مسقط رأس الشهيد بقرية الوفائية، أخذت أتذكر مشاهد جمعتنى مع أخى جعلتنى أبكى حتى جف الدمع من عينى، لكن المشهد الجنائزى المهيب الذى ودعنا من خلاله أخى «سمير» أنسانى جزءاً من وجع فراقه، عندما رأيت محبة الناس له وحرصهم على حضور جنازته»، ويضيف «خالد»: «أخى الشهيد سمير كان من مواليد 29 مارس 1986، وُلد بقرية الوفائية، التابعة لمركز الدلنجات بالبحيرة، وهو شقيق لـ5 ذكور و3 إناث، وكان وقتها يستعد لحفل زفافه بعد هذه الأحداث بشهر واحد، وكان متطوعاً بوحدات الصاعقة قبل استشهاده بـ4 سنوات، بعدما أنهى شهادته المتوسطة، قرر التطوع فى القوات المسلحة، وذهب لتقديم أوراقه عدة 3 مرات، وفى كل مرة كان يتم رفضه، إلى أن أصر فى المرة الأخيرة على التقدم للتطوع، وتم قبوله ضمن قوات الصاعقة 999، وكان إصرار أخى على التطوع يلفت انتباهنا، ولم يقتنع بنصائحنا له بالبحث عن وظيفة أو عمل آخر، وكان سمير محبوباً من كل القرية، وفى كل إجازة يحضرها كان يجتمع بزملائه وأقرانه ويحكى لهم متعته وهو يخدم وطنه، إلى أن سمعنا خبر استشهاده فى أحداث العباسية».
«سمير» تقدم للتطوع فى القوات المسلحة 3 مرات قبل أن يقبلوه فى المرة الرابعة
أما «رأفت أنور» شقيق الشهيد فصاح قائلاً «القتلة والمجرمون اغتالوا شقيقى وهو يستعد لزفافه على خطيبته وقتلوا معه الفرحة فى قلوب الأسرة كلها، وتركوا الحزن والألم لوالدى الذى فارق الحياة حزناً على ابنه، وأنتظر بفارغ الصبر لحظة القصاص من الذين اغتالوه وهو يؤدى واجبه فى الدفاع عن وطنه وجيشه»، مضيفاً: مستحقات أخى المالية تم صرفها بالكامل، وتم منح والدى رحمه الله رحلة حج قبل وفاته بعامين، إلا أن كل هذا لن يعوض قطرة دم من أخى، ولن نتنازل عن القصاص له ولكل شهداء مصر».