استمرار التصعيد الإسرائيلى الفلسطينى وفشل جهود التهدئة
فشلت جهود الوساطة المصرية أمس فى تخفيف حدة المواجهات بين طيران جيش الاحتلال وفصائل فلسطينية فى قطاع غزة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس فى أول تصعيد يشهده القطاع منذ أبريل 2011، بعدما أطلقت جماعات المقاومة المسلحة ما يزيد على 130 صاروخاً مع استمرار الغارات الإسرائيلية لليوم الرابع على التوالى.
وتعكس الهجمات الصاروخية التى شنتها حماس رداً على غارات إسرائيلية -أسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال، بالإضافة إلى 15 جريحاً- تحولاً فى موقف الحركة بعدما التزمت التهدئة لأشهر، فيما اختلف محللون سياسيون فى تفسير توقيت التصعيد المفاجئ، إذ ربطه البعض بالصعود المحتمل لمرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى إلى سدة الحكم فى مصر، فى حين يرى آخرون أنه حدث جرّاء تنامى قدرات حماس العسكرية مؤخراً، مما يسمح لها بالرد على إسرائيل.
وبرر أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية عبدالستار قاسم تصعيد حماس لـ«الوطن» بأن الحركة كانت تجهز استعداداتها العسكرية والأمنية مؤخراً -سواء بتصنيع الأسلحة أو تهريبها من سيناء- وبالتالى فإنها كانت تحاول أن تتجنب اندلاع معارك مع إسرائيل قبل استكمال استعداداتها.
واستبعد أن يكون ثمة ارتباط بين ذلك وبين فوز مرسى بالرئاسة، لأنه حتى الآن لم يعلن رسمياً، مشيراً إلى أن إسرائيل تتأهب فى غزة بناء على استنفار مصر قوات الجيش الثانى فى سيناء يوم الثلاثاء الماضى، التى وضعت على أهبة الاستعداد تحسباً لأى محاولة إسرائيلية لدخول سيناء.
وأضاف أن إسرائيل لا تنتقم من حماس ولا حماس تستقوى بإخوان مصر، بل المسألة تتعلق بالتوتر الممكن بين تل أبيب والقاهرة، لافتاً إلى أنه فى حال فوز مرسى بالرئاسة ستضطر إسرائيل وحماس للبحث عن وسيط آخر بينهما.
بينما رأى أستاذ الصحافة فى الجامعة الإسلامية فى غزة أحمد الترك، أن التطورات السياسية فى مصر «تصب فى صالح حماس والفلسطينيين»، وبالتالى «لم يعد محتملاً السكوت فلسطينياً على أى تصعيد إسرائيلى»، بالإضافة إلى ذلك تسعى حماس وفصائل المقاومة بحسب الترك «لإبراز قوتها لأنها فى موقف لا تُحسد عليه».
وتابع: «يتوجب أن يكون هناك رد لأن المعادلة فيها تغيير لصالح فلسطين وحماس تسعى لتغيير المعادلة لصالح المقاومة».
يُذكر أن المرة الأخيرة التى أعلنت فيها حماس مسئوليتها عن إطلاق قذائف هاون على إسرائيل كانت فى أبريل 2011، وذلك رداً على جولة من أعمال العنف الإسرائيلية على غزة قضت فيها على قيادات بارزة فى حماس.