التعامل مع الملوك من صمغ «توت» لجردل «رمسيس».. متعودة دايماً
تنظيف تمثال رمسيس بطرق بدائية
قائمة طويلة تشكل رصيداً طويلاً فى سوء التعامل مع التماثيل، لم تكن واقعة «رمسيس الثانى» فى المطرية هى الأولى، فغضب شديد اندلع عقب قيام ثمانية من موظفى المتحف المصرى بلصق ذقن تمثال توت عنخ آمون داخل المتحف بواسطة صمغ، صحيح أنه قد تمت إحالتهم للمحاكمة وتبرعت ألمانيا بإصلاح الذقن، إلا أن الفعلة بقيت تشكل صورة ذهنية سيئة ووصفها علماء الآثار بـ«المؤسفة».
«السطوحى»: لا مقارنة بين ما حدث فى «أبوسمبل» وما جرى بـ«المطرية»
فى واقعة المطرية التى انتشرت صورها على صفحات التواصل الاجتماعى، استاء المتابعون من مشهد «الجردل» الذى تم «شطف» رمسيس به، والرافعة الآلية التى جرى استخدامها فى رفع أجزاء من التمثال الغارق فى الأوحال، صحيح أن وزارة الآثار أصدرت بياناً تدافع فيه عما قامت به، وأكدت البعثة الأثرية أن الطريقة التى جرى استخدامها «علمية» إلا أن حالة من الأسى ظلت تحكم التعامل الشعبى مع الأمر. ريهام حسن، الشابة التى تدرس الآثار، رفضت كافة التبريرات، وتساءلت: «هى دى المعدات وطرق التعامل مع الحفائر اللى بقالى تلات سنين بدرسها؟ لو دى طريقة تعامل وزارة الآثار مع تاريخنا يبقى خسارة فينا التاريخ والاكتشافات»، وجهة نظر شاركها فيها هيثم عبدالواحد، خريج الآثار الذى لم يبد مقتنعاً على الإطلاق بالتبريرات، وتساءل بدوره: «يعنى إيه طريقة علمية؟ اللى شايفه بعينى كمية أخطاء مش طبيعية، عمرى ما هانسى منظر الجردل اللى غسلوا بيه رمسيس».
مسألة لم تقتصر على المواطنين العاديين ولكنها امتدت إلى المتخصصين بدورهم، الدكتور حجاج إبراهيم، أستاذ الآثار القبطية والإسلامية، أكد أن عشرات الأخطاء يتم التستر عليها سواء فى التعامل مع اكتشافات جديدة أو ترميم آثار، يقول: «هناك طرق للتعامل مع الآثار يطول شرحها، لم أر أياً منها فى المطرية، ومن قبلها كفر الشيخ حيث أخذت قطع الآثار تنكسر واحدة تلو الأخرى عقب إخراجها من مدينة بوتو الأثرية»، أستاذ الآثار أكد أن ما حدث إساءة للتعامل مع الأثر، مضيفاً: «للأسف التعامل الرسمى مع الآثار أصبح يشوبه الكثير من الأخطاء، عشرات من حوادث الترميم الخاطئ تحملها المتاحف وتم التستر عليها وما رأيناه مجرد نقطة فى بحر».