ندّابة بـ«60 جنيه فى الساعة»: «مانجلكيش فى حاجة وحشة»
«منيرة» فى منزلها بسوهاج
يطلبها الناس بالاسم لقوة صوتها الرنان، ففى المقابر وداخل بيوت أقارب الموتى والعزاء فى سوهاج، يستأجرها أهل المتوفى كى ترثيه بطريقتها، تنساب الأصوات خلفها مكرّرة عباراتها بالصراخ والعويل الذى اشتُهرت به، مقابل 60 جنيهاً فى الساعة.
منيرة محمود عبدالعاطى، بدأت مهنتها كـ«ندابة» فى المناسبات الحزينة منذ قرابة 15 عاماً، مهنة ورثتها عن أمها، وبدأت فيها بعد وفاتها: «أنا البنت الوحيدة على 3 رجالة، كلنا اتجوزنا، وكل واحد شق طريقه، وأنا اللى كنت باراعى أمى، لأن أبويا مات واحنا صغيرين». وتابعت: «أمى ربتنا من الندب على الميتين، كانت مهنتها من وهى عندها 23 سنة، لأن صوتها كان قوى جداً، وصرفت علينا منه، ولما أمى ماتت وقفت أندب عليها من وجع فراقها، ومن يومها الناس بتطلبنى بالاسم فى أى عزاء فى البلد».
مهنة صعبة تُرهق أحبالها الصوتية، وتجعلها لا تستغنى عن شرب الينسون كعادة المطربين، فبعد كل عزاء لا بد أن تحصل على قسط من الراحة وتحتسى كوب ينسون: «الصوت العالى ده نعمة من عند ربنا، علشان كده باحافظ عليه بالينسون، ودورى فى أى عزا زى أى ندّابة، باصوّت على الميت والستات ترد عليا علشان تبقى خارجة الميت يحكى عنها الناس، ودى حاجة منتشرة فى البلد عندنا».
الشهرة الواسعة التى اكتسبتها السيدة الأربعينية بين أهل سوهاج، سهّلت عليها مهمتها اليومية، ودفعتها إلى الحفاظ على صوتها بكثرة المشروبات الساخنة قبل عويلها فى كل عزاء، فضلاً عن تحديد أجرة ثابتة لـ«الندب» بكل ثقة ودون جدال: «كنت فى الأول من 15 سنة باخد 2 جنيه على الندب، وفيه ناس كنت باندب لهم من غير فلوس، وبتبقى مجاملة، لأنهم بيبقوا قريبين منى، لكن دلوقتى بعد ما بقى ليا اسمى والناس كلها عرفانى باندب بالساعة، وحدتها بـ60 جنيه علشان العيشة بقت غالية، وأنا باصرف على عيلين ومحتاجين مصاريف وجوزى عليل وباصرف على علاجه»، مضيفة: «ممكن فى اليوم أعمل 180 جنيه لـ3 ميتين، وفى يوم مابيبقاش فيه شغل خالص وربنا كريم».