الحماية المدنية: الوقوف على حافة الموت لإنقاذ الأحياء
الحماية المدنية: الوقوف على حافة الموت لإنقاذ الأحياء
«حرائق، انفجارات، انهيارات، غرق» كلمات لا تعنى لكثيرين سوى أرقام لضحايا أو خسائر، لا تستدعى أكثر من مصمصة الشفاه فى أسى، وهز الرؤوس أسفاً، أو هلعاً، لكن أحداً لا يكتوى بجمر النار، سوى الضحايا، والقابض عليها من رجال الحماية المدنية فى محاولاتهم المستميتة لتقليل الخسائر وتحجيم فداحتها إلى أقصى حد ممكن والتخفيف من آثارها إلى أدنى مستوى.
الانفجارات وحوادث الغرق واشتعال النيران تتصدر المشهد
رجال الحماية المدنية، مرابطون على طول الخط بعزيمة لا تفتر، وصلابة لا تلين، على استعداد لأن يهبوا حياتهم عن طيب خاطر ليحيا آخرون.. فى كل كارثة هم حاضرون بزيهم المميز، لا يهابون الحرق ولا الصعق ولا الانفجار ولا الهدم، بل يسابقون الزمن لإنقاذ روح قبل أن يتخطفها الموت، هذه هى الغاية. «يداً بيد مع الحماية ضد الكوارث» كان هذا هو شعار الاحتفال باليوم العالمى للحماية المدنية، للتأكيد على أن عمليات مواجهة الكوارث والحوادث وحالات الطوارئ، هى مسئولية يتقاسمها الجميع، من أجهزة، وهيئات حكومية، وجمعيات أهلية، وقطاع خاص، وأفراد، بحيث تقوم كل جهة بواجباتها بأعلى مستوى من التأهيل والاستعداد المسبق، لكن فى القلب من ذلك كله نرى الاحتفاء واجباً برجال الإدارة العامة للحماية المدنية، الأمر ليس رداً لجميل أو شكراً على معروف بذلوه، هم فى نهاية الأمر يؤدون واجبهم، لكنه عرفان بجميل، أدوه طواعية، علها تفى بحقهم، فمن يخرج من بيته فى طلعة كل صباح، فاتحاً أبواب حياته على مصراعيها فى وجه الموت يستحق ما هو أكثر.