117 عاماً على «ميلاد» حسن فتحى و«رحيل» عمارة الفقراء: الفقر ليس مرادفاً للسكن القبيح
جدارية تدل على الحال الذى آلت إليه عمارة الفقراء
«فقراء العالم الثالث هم عملائى الحقيقيون» هدف نبيل للغاية وضعه المعمارى الأشهر حسن فتحى نصب عينيه، لسنوات طويلة، نجح خلالها فى إحراز شهرة ونجاح منقطعىْ النظير، فقط بسبب هؤلاء الفقراء وعمارتهم، لكنه وفى الذكرى الـ 117 لميلاده، تحول حلم الرجل إلى كابوس، يطارد ذكراه وآثاره فى كل مكان.. ولعل ذلك الجرافيتى المرسوم على سور جيرى لكل من حسن فتحى والمعمارى رمسيس ويصا واصف، على أحد أسوار «بيت المعمار المصرى» بمنطقة درب اللبانة، فى القلعة، ومن خلفه مشهد للبيوت المتهدمة والمنازل المشوهة بمواسير الصرف أكبر مثال على الحال الذى آلت إليه عمارة الفقراء. المنازل المحيطة ببيت المعمارى المصرى الذى كان سكناً لحسن فتحى ليس الشاهد الوحيد على انهيار فلسفة الجمال، وحق الفقراء فى سكن آدمى، فمنزله بغرب الأقصر تعرض بدوره لعدد غير قليل من عمليات التخريب، عشرات الأبحاث والتعليقات تتردد يومياً بشأن العمارة القبيحة التى غزت القاهرة والمحافظات فى صورة كتل إسمنتية مشوهة، وعن انهيار حلم المعمارى الأشهر، تحمل المسئولية لكل من المعماريين الذين تخلوا عن مسئولياتهم، والفقراء الذين كفروا بالجمال، تهم تنفيها كلياً المهندسة منى زكريا، مسئولة تطوير منطقة مصر القديمة وسوق الفسطاط. السيدة التى اعتادت أن تنادى فتحى بـ«حسن بيه» كبقية من يعرفونه كنوع من الإجلال أكدت «العيب ليس فى فلسفة الرجل البسيطة، ولا فى الفقراء ولا حتى فى المعماريين» اتهام تحمله فى المقام الأول للواقع الذى وصفته بالطارد للفقراء.
خذلان رسمى للفقراء الذين لم تعد المبانى الجديدة تراعى حاجاتهم «اللى بيلم زبالة مش محتاج شقة، لكن محتاج بيت صغير فيه حوش، ست البيت محتاجة مساحة تحط فيها عشة فراخ توفر على بيتها ثمن الشراء، فين البيوت اللى بتراعى حاجة المصريين، الثقافة المنتشرة بتفرض ثقافة الشقة حتى لو مش مناسبة للاحتياجات» ثقافة يواصل المقاولون فرضها بمبان قبيحة - بحسب المعمارية - التى تؤكد «الناس ظروفها صعبة صحيح لكن ده مش عيب ولا حرام، العيب إن محدش بيساعد لا من بعيد ولا من قريب، الفقر ليس مرادفاً للقبح، وأبسط دليل على الإهمال أنه فى الوقت الذى اعترف فيه العالم بالحوائط الحاملة، لم تصدر مصر لها أى كود بعد».