يوسف إسماعيل: نعتمد على أبسط أنواع الرعاية للأعمال المسرحية.. والجذب الجماهيرى أهم التحديات
الفنان يوسف إسماعيل، مدير عام المسرح القومى
منذ بدايتها حفظت لنفسها مكانة التميز والريادة بكونها أول فرقة مسرحية تابعة للدولة، مع خطواتها الأولى ضمت بين صفوفها مجموعة كبيرة من النجوم أضافوا الروح والبريق للمبنى الشاهق الذى احتل الخلفية، ومع تعدد أسمائها ظلت تقدم أهم الروايات العربية والعالمية لمخرجين كبار، ورغم أن فرقة المسرح القومى أتمت عامها الـ75 أثناء فترة تجديدها بعد الحريق الذى التهم المسرح، قررت إدارة المسرح إعادة الاحتفاء بهذه المناسبة هذه الأيام.
مدير «القومى» لـ«الوطن»: حريق 2008 تسبب فى تأخر الاحتفال بيوبيل الفرقة الذهبى
وكشف الفنان يوسف إسماعيل، مدير عام المسرح القومى، خلال حواره مع «الوطن»، أبرز الخطوط العريضة التى يستعد لها المسرح خلال الاحتفالية، فضلاً عن خطة الإنتاج خلال 2017 التى تضم مجموعة من الأعمال المهمة التى تحمل أسماء نجوم ومؤلفين ومخرجين على مستوى فنى عالٍ، بالإضافة إلى التحديات التى يواجهها حالياً.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا قررت إدارة المسرح القومى الاحتفال باليوبيل الماسى للفرقة رغم مرور 82 عاماً على إنشائها؟
- رغم مرور أكثر من 75 عاماً على إنشاء فرقة المسرح القومى منذ عام 1935، إلا أننا لم يتسنَّ لنا الاحتفال باليوبيل الماسى للفرقة الذى تزامن مع إغلاق المسرح ما يقرب من 6 سنوات بسبب الحريق الذى دمره بالكامل، وبالتالى وجدنا أنها فرصة للاحتفال بالفرقة هذا العام، التى تعد روح المسرح القومى.
■ ما الإعدادات التى تم وضعها للاحتفال بفرقة المسرح القومى؟
- لم نستقر حتى الآن على البرنامج النهائى للاحتفال، ولكن وضعنا مجموعة من الخطوط العريضة أهمها الاحتفاء بفنانى الفرقة ويتضمن أيضاً الاحتفاء بالجنود المجهولين خلف الكواليس من عمال وفنيى الفرقة سواء العاملين فى الكهرباء أو الإضاءة أو الديكور بما يشمل كل العمالة الفنية فى فرقة المسرح القومى، خاصة أنهم يلعبون دوراً مهماً فى اكتمال العملية المسرحية، وعلى الجانب الآخر يتم العمل على كتاب عن فرقة المسرح القومى من إعدادنا ويضم معلومات كثيرة عن أعضاء الفرقة والعروض التى تم تقديمها على مدار تاريخ الفرقة، كما سيتم تقديم مقتطفات ومشاهد من أهم العروض التى قدمتها الفرقة على خشبة المسرح.
المسرح ما زال فى أوج قوته.. وعرض المسرحيات تليفزيونياً خطتنا المقبلة.. والنجوم الشباب «مُتعِبين» ونحاول ضمهم للمشاركة فى أعمال مسرحية جديدة
■ هل تم الاستقرار على قائمة الأسماء التى سيتم تكريمها خلال الاحتفالية؟
- نتابع العمل على تلك القائمة لعدم تكرار الأسماء التى تم تكريمها من قبل، ونحصر الأسماء التى لم يتم تكريمها من قبل للاختيار من بينها سواء من الأحياء أو ممن فارقوا الحياة، مثل الفنان مخلص البحيرى الذى توفى منذ نحو 15 عاماً ولم يلق أى تكريم، بالإضافة إلى الفنان الراحل صلاح رشوان الذى يعد ابن فرقة المسرح القومى، وغيرهما الكثير، فضلاً عن تكريم أسماء العاملين والفنيين العاملين فى المسرح.
■ ما طبيعة الأعمال التى يستعد المسرح القومى لتقديمها خلال الفترة المقبلة؟
- تم الاتفاق مع الفنان فاروق الفيشاوى بشكل رسمى لتقديم مسرحية «هولاكو» تأليف فاروق جويدة وإخراج جلال الشرقاوى، بينما لم يتم الاتفاق مع عزت العلايلى وحسين فهمى بشكل نهائى لتقديم عمل مسرحى يجمعهما، حيث تجرى مفاوضات اختيار الوقت الأنسب لتقديم العرض سواء فى عيد الفطر أو عيد الأضحى وذلك بسبب ارتباطاتهم الفنية، ولدينا خطة لأعمال عديدة نتمنى أن يساعدنا الوقت فى تنفيذها كلها، فهناك خطة لتقديم عرض مسرحى «اضحك لما تموت» تأليف الكاتب لنين الرملى وإخراج عصام السيد، ومسرحية «الزائرة» تأليف عاطف الغمرى وإخراج أحمد إسماعيل، بالإضافة إلى «بير السلم» تأليف سعدالدين وهبة وإخراج سمير العصفورى، وهو ما يكشف وجود عدد كبير من الأعمال المتميزة بالنسبة للجانب الفنى سواء فى الكتابة أو الإخراج.
■ هل تواجه صعوبات فى إقناع النجوم بتقديم أعمال من إنتاج المسرح القومى؟
- بالتأكيد، نبذل مجهوداً كبيراً خاصة أن معظم النجوم مرتبطون بأعمال فنية تقدم خلال سباق الدراما الرمضانية، وهنا تكمن المعاناة فى محاولة إقناعهم بالتوفيق بين وقت المسرح والأعمال التى يواصلون تصويرها، وعلى الجانب الآخر هناك مجموعة من الفنانين لا يحتاجون جهداً أو إقناعاً لتقديم أعمالهم على خشبة «القومى»، لأن هناك علاقة قوية تربطهم بالمسرح، مثل الفنان يحيى الفخرانى وغيره من الفنانين على تلك الدرجة من النجومية ممن يعلمون قدر المسرح القومى، وبالتالى يكونون مريحين فى الاتفاق على تقديم أعمال مسرحية بل نجد لديهم روح المبادرة للوجود على خشبة المسرح القومى.
■ فى المقابل لماذا لا نرى نجوماً من الشباب يقدمون أعمالاً على خشبة «القومى»؟
- نبذل مجهوداً أكبر فى إقناع النجوم الشباب لتقديم أعمال مسرحية فهم «متعبين أكتر» من الكبار، لأن المسرح لم يشهد بدايتهم وبالتالى لا يدركون قيمة المسرح فنياً، وأريد أن أقدم لهم دعوة للوجود على المسرح القومى وتقديم أعمال فالمسرح مهم جداً بالنسبة للفنان ويعد المجد الحقيقى له، ويعمل على ضبط إيقاع الممثل وتحسين أدائه أكثر من الكاميرا، حيث يعيد اللياقة الفنية للفنان، وبالتالى يلعب المسرح دوراً مهماً سواء بالنسبة للجمهور أو الممثل نفسه، حيث تعد الوسيلة الوحيدة التى يستطيع من خلالها التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر عكس الأعمال التليفزيونية أو السينمائية.
■ ما نسب إقبال الجمهور على مسرح الدولة فى ظل ما يقدم من مسرحيات تليفزيونية وتجارب جديدة فى هذا المجال؟
- عند عرض مسرحية «ليلة من ألف ليلة» للنجم يحيى الفخرانى وجدنا إقبالاً منقطع النظير، حيث عرضنا المسرحية على مدار موسمين كل موسم 6 أشهر ونصف، وكان العرض كامل العدد يومياً، فضلاً عن الإيرادات والمكاسب التى حققتها المسرحية للدولة، فالتوازن يكمن فى تقديم عمل جيد على المستوى الفنى، بالإضافة إلى نجوم محبوبين، ما يجعله يلقى إقبالاً جماهيرياً عظيماً، ويحقق نسب مشاهدة مرتفعة، والمسرح القومى نفسه أصبح لديه جاذبية من الجمهور خاصة بعد أعمال التجديد الأخيرة حيث أصبح صرحاً معمارياً فنياً وثقافياً كبيراً.
■ تلعب الدعاية دوراً كبيراً فى جذب الجمهور للعروض، هل هذا متوفر بالنسبة للمسرح القومى؟
- المسرح تابع للدولة، وهناك ارتفاع واضح فى تكلفة الإعلانات خاصة المصورة أو الخارجية، وبالتالى نعتمد على أبسط أنواع الدعاية الذى يتمثل فى اسمنا كمسرح قومى، كما نطالب أجهزة الدولة المختلفة بالتعاون معنا مثل قطاع التليفزيون بالإضافة إلى القنوات الفضائية الخاصة أو العامة وغيرها من المؤسسات الإعلامية فى تقديم دعاية جيدة للمسرح مقابل تقديم تذاكر مخفضة للعاملين فى تلك الجهات أو الحصول على مواد مصورة من بروفات أو فعاليات يقيمها المسرح القومى، مما يخلق حالة تعاون مشترك مع تلك المؤسسات مفيدة للطرفين.
■ هل هناك خطة لإعادة عرض المسرحيات الخاصة بـ«القومى» على شاشات التليفزيون؟
- بعد تصوير تلك الأعمال يتم بيع حق استغلالها للتليفزيون، وهو أمر معمول به لكنه متوقف منذ 8 سنوات من قبل الثورة بثلاث سنوات، ولكن نحاول العمل على ذلك حالياً، وخلال الفترة المقبلة نحن بصدد تصوير عرض «ليلة من ألف ليلة» ليتم عرضها فى التليفزيون، فضلاً عن الأعمال التى تم إنتاجها على مدار الـ8 سنوات الماضية ولم يتم تصويرها حتى يتم بعدها الاتفاق على عرضها مع الجهات المهتمة بذلك.
■ ما الصعوبات التى تواجهك كرئيس للمسرح القومى؟
- الوصول إلى الجمهور هو من أهم التحديات التى تواجهنى مع كل عرض جديد، والحل الوحيد أمام ذلك هو العمل على الشق المتعلق بالدعاية بشكل مكثف، فنحن بحاجة للتفاعل مع كل المؤسسات العامة والخاصة فى المجال المجتمعى بشكل عام مثل وزارة التعليم العالى والشباب والرياضة.
«الفخرانى»: حقق إقبالاً منقطع النظير.. والدعاية مشكلة مستمرة