القمة العربية تنطلق اليوم.. ومكافحة الإرهاب على رأس الملفات
10:03 ص | الأربعاء 29 مارس 2017
الملك عبدالله خلال استقباله الرئيس اليمنى أمس «أ.ف.ب»
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، إلى الأردن لترؤس وفد مصر فى القمة العربية الـ28 بالبحر الميت، حيث كان فى استقباله الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، بمطار الملكة علياء الدولى. وتنطلق اليوم أعمال الدورة العادية الـ28 للقمة العربية وسط حضور استثنائى من القادة والزعماء العرب وعدد من المسئولين الدوليين، حيث تبحث القمة 17 بنداً تم رفعها من وزراء الخارجية العرب فى ختام اجتماعهم التحضيرى الذى اختتم أعماله برئاسة وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى تتناول مجمل الملفات والقضايا العربية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
«السيسى» يعقد لقاءات ثنائية مع عدد من القادة العرب.. و«شكرى» يلتقى المبعوث الأمريكى لعملية السلام ويناقش رؤية مصر لاستئناف المفاوضات
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن مشاركة الرئيس فى القمة العربية تأتى فى إطار مواصلة جهود مصر فى تعزيز العمل العربى المشترك، بما يسهم فى حماية الأمن القومى العربى والتغلب على التحديات الراهنة التى تُواجهه نتيجة الوضع الإقليمى المتأزم، مشيراً إلى أن برنامج الرئيس خلال مشاركته فى أعمال القمة يتضمن عقد لقاءات ثنائية مع عدد من الملوك والرؤساء العرب المشاركين بالقمة.
وذكر «يوسف» أن جدول أعمال القمة العربية المقبلة يتضمن التباحث حول التطورات المتعلقة بعدد من القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومستجدات الأوضاع فى الأراضى العربية المحتلة، فضلاً عن مناقشة التطورات الخاصة بالأزمات فى سوريا وليبيا واليمن والصومال، بالإضافة إلى دعم عملية السلام والتنمية فى السودان. ومن المنتظر أيضاً أن تتطرق القمة إلى سبل تفعيل العمل العربى المشترك على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب التعاون فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى، ومن المقرر أن يصدر عن القمة إعلان عمّان الذى سيتضمن رؤية القادة العرب لآفاق وسبل تعزيز التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة.
ويشارك فى القمة عدد كبير من الملوك ورؤساء الدول والحكومات العربية، أبرزهم الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، والملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك السعودية، والرئيس اليمنى، عبدربه هادى، ورئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، والرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، والرئيس التونسى، الباجى قائد السبسى، وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، والرئيس السودانى، عمر البشير، والرئيس اللبنانى، ميشال عون، وأمير قطر، تميم بن حمد، ونائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون العلاقات والتعاون الدولى لسلطنة عمان، ممثلاً عن السلطان قابوس، وعبدالقادر صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائرى. وتوقعت مصادر مغربية حضور الملك محمد السادس للقمة العربية ليضع حداً لغياب دام عدة سنوات عن المشاركة فى القمم العربية، خاصة أن حضوره يأتى بعد اعتذار المغرب عن عدم استضافة القمة العربية السابقة والتى استضافتها موريتانيا.
«زكى»: الجانب العربى مواقفه واضحة ويقبل بحل الدولتين وإجلاء إسرائيل عن جميع الأراضى المحتلة وعاصمة لفلسطين بالقدس
ويترأس العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، أعمال القمة بعد تسلمه للرئاسة من نظيره الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز رئيس الدورة الـ27 للقمة العربية والذى يقوم بإلقاء كلمة يفتتح بها أعمال القمة الجديدة، حيث تأكد وصوله إلى عمان أمس، ويعقبها كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، كما يتحدث للجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ28 كل من أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وفيدريكا موجرينى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وموسى فكى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، ويوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، والدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربى.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» عن «إعلان عمان» المنتظر إصداره فى ختام أعمال القمة العربية اليوم، حيث من المتوقع أن يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية، ورفض ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عام 2019- 2020، لعدم انطباق مقومات الترشح بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت المصادر: «سيدين القادة العرب التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية، مع التأكيد مجدداً على إدانة الاعتداءات التى تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية فى طهران وقنصليتها العامة، وإدانة واستنكار التصريحات التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية». وذكرت المصادر أنه من المنتظر أن يتم وضع آليات محددة لمساعدة الدول العربية المضيفة للاجئين السوريين والتأكيد على أن وجود اللاجئين هو وضع مؤقت والعمل على تهيئة الظروف لعودتهم إلى بلادهم فى أسرع فرصة.
من جانبه، قال السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، إن هناك أجواء إيجابية تحيط بالقمة العربية فى الأردن من شأنها أن تؤدى إلى لقاءات ثنائية وثلاثية بين القادة العرب من شأنها أن تسهم فى إزالة الفتور بين بعض الدول العربية. وأضاف فى تصريحات للوفد الإعلامى المصرى، أن ملف الإرهاب يحظى بأولوية كبيرة لدى الجامعة العربية والدول الأعضاء لأن الإرهاب أصبح يضرب الجميع ولديه إمكانية للضرب فى أى مكان للأسف الشديد، وبالتالى فلابد من مكافحته والعمل على اجتثاثه بعدة طرق وليس بالطرق الأمنية والعسكرية فقط.
وأكد «زكى» أن أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لم يتحدث عن موقف فلسطينى جديد أو مشروع جديد ضمن مشروعات فقط، بل أكد أن مشروعات القرارات الخاصة بفلسطين عادة تشكل ما يقرب من 30 صفحة تحتوى على مجمل القرارات والمشاريع الخاصة بالقضية الفلسطينية، موضحاً أن الجانب الفلسطينى أعاد صياغتها بحيث تؤدى نفس المعانى ولا تتجاوز الـ20 صفحة.
وأوضح أن الجانب الفلسطينى عرض الصياغة الجديدة على الدول العربية التى لها علاقة بالملف لتنسيق المواقف وأن «أبوالغيط» عندما تحدث عن الملف الفلسطينى أراد أن يتحدث عن الصياغة الجديدة التى تتجاوب مع تغيرات الأمور والأوضاع ولكن لم يشر إلى تغير فى مضمون القرارات، خاصة أن الأمين العام للجامعة العربية ينسق مع الجانب الفلسطينى بشكل غير مسبوق.
وحول نقل السفارات الأجنبية إلى مدينة القدس، أشار «زكى» إلى أن قراراً صدر عن الجامعة العربية عام 1980 يتعلق بحالات نقل السفارات إلى القدس وما زال موجوداً فى القرار الخاص بفلسطين ولكن ليس بالضرورة إصداره فى قرار بشكل منفرد. وأوضح أن القانون الدولى يضع محددات فى التعامل مع الأراضى الواقعة تحت الاحتلال ولم يستطع أحد فرض وضع جديد مخالف للقانون الدولى.
وكشف «زكى» عن لقاء بين مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط والأمين العام للجامعة العربية على هامش القمة العربية بالأردن وذلك بناءً على طلب الجانب الأمريكى وذلك لمحاولة فهم مواقف الإدارة الأمريكية فى هذا الموضوع.
وأكد «زكى» أن الجانب العربى مواقفه واضحة وصاحب حق ويقبل بحل الدولتين وإجلاء إسرائيل عن كافة الأراضى المحتلة وعاصمة لفلسطين بالقدس ودولة فلسطينية على كامل الأراضى المحتلة والتى تمثل 22 فى المائة من إجمالى الأراضى الفلسطينية التاريخية لذلك فإن الجانب الإسرائيلى هو المعنى بتحديد موقفه. وأوضح أن الجانب العربى على استعداد أن يقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى والانسحاب من الأراضى المحتلة على حدود 1967 وحل مشكلة اللاجئين وهذا يمثل موقفاً سياسياً واضحاً.. ومع ذلك دائماً يطلب من العرب أن يقدموا موقفاً».
وعلى هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المنعقدة حالياً فى البحر الميت فى الأردن، التقى وزير الخارجية سامح شكرى، أمس، مع الممثل الخاص للرئيس الأمريكى لشئون المفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، حيث تباحثا بشأن مستجدات القضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وذكر المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكرى أكد أن الملف الفلسطينى سيكون مطروحاً بقوة خلال الزيارة المقبلة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن، مشدداً على أن الطرح المصرى للقضية الفلسطينية سيكون وفق ما تم التنسيق والتشاور حوله فلسطينياً وعربياً وبناءً على مبادرة السلام العربية، منوهاً فى هذا الصدد بما تم الاتفاق عليه مع الجانب الفلسطينى خلال الزيارة الأخيرة للرئيس محمود عباس إلى القاهرة.