كلمات الكابتن غزالي تحكي عن مأساته في آخر أيامه.. "تعالى اشرب دوا"
الكابتن غزالي ومصطفى السويسي
إذا تصادف مرورك أمام مقهى "نيو سوريا" الشهير بالسويس، حيث تختلط السياسة بـ"الشيشة"، وتأملت المشهد على رصيفها ستجد منضدة يجاورها كرسيان، أحدهما يجلس عليه الكابتن غزالي، الذي عندما تلقي عليه السلام وتسأله: "إزيك يا كابتن"، يرد مداعبا: "تعالى اشرب دوا".
مصطفى السويسي، مؤسس حركة تمرد وصديق الكابتن غزالي، يقول لـ"الوطن"، إن الشاعر محمد أحمد غزالي والذي توفي اليوم الأحد، عن عمر ناهز 88 عاما تعرض لبعض الأزمات الصحية التي كانت أخطرها واحدة خلال عام 2015 والأخرى منذ أشهر قليلة، مشيرا إلى أن زوجته توفيت منذ أسبوع واحد فقط ولم ينتظر غزالي طويلا حتى يلحق بها.
الكابتن غزالي فضَّل أن يقضي حياته بين الناس سواء كان مقاوما أو شاعرا أو في العمل العام وفي أيامه الأخيرة على المقهى، لكنه قرر التزام المنزل عقب وفاة أصدقائه المقربين مثل الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ومؤرخ السويس المرحوم حسين العشي.
يتابع السويسي قائلا: "الحزب الوطني أراد استغلال شعبية الكابتن غزالي من خلال عرض الانضمام إليه لخوض انتخابات المحليات في فترة الثمانينيات، لكنه نأى بنفسه عن ذلك وخاض الانتخابات مستقلا ليفوز بها باكتساح، على الرغم من الأصدقاء الكُثر في الحزب الذين كانت تجمعهم روابط قوية به، حيث إنه كان يتناقش مع الشيوعيين والناصريين والليبراليين وكان بعيدا كل البعد عن التطرف السياسي، وشارك في ثورة 25 يناير 2011 ودعم شباب تمرد بشدة في ثورة 30 يونيو 2013، وكان ابن بلد ويتحلى بروح الدعابة".
تميز الكابتن غزالي بحسه الفكاهي والساخر من أي شخص يقوم بتعريف نفسه كـ"مثقف" وأيضا من كان يتفاخر بعمله في السياسة، مشجعا دائما الشباب على طول الخط وكان يرى أنه ليس من حق كبار السن التنظير على الشباب ونشاطاتهم حتى في حالة اقترافهم أخطاء وكان يؤمن بالتجارب الشبابية، وكان مضيافا، مهتما بالشؤون السياسية والفنية، وأهالي السويس اعتبروا خبر وفاته بمثابة قطع آخر وتر في السمسمية.