شاب يعيد إحياء ليلة الحنة بالنشارة الملونة: من فات قديمه تاه
رسومات بالنشارة الملونة فى أحد الأفراح
بيديه يصنع جبالاً، براكين، تماسيح، قلوباً وغيرها من الأشكال، التى يرسمها على الأرض باستخدام عدة خامات وهى «بودرة أكسيد، ألوان زيت وعطارة، برنز، نشارة خشب، رمال»، فعن طريق هذه الأدوات يعيد الشاب الثلاثينى خالد صقر إحياء ليلة الحنة بشكلها الاحتفالى القديم الذى كان يقام فى بعض الأحياء الشعبية.
اعتاد «صقر» منذ نعومة أظافره على رؤية أهالى منطقته بحدائق الزيتون يقومون بالرسم فى الشوارع وتزيينها منذ الصباح فى ليلة الحنة، ما جعله يتعلمها من الكبار فى الشارع الذى يسكن فيه، وأيضاً من أشخاص بمنطقة عين شمس والمطرية، حتى استطاع اكتسابها مع الوقت وممارستها، ويحاول حالياً إحياء ذلك الموروث الشعبى القديم نظراً لاختفائه.
على الرغم من أنه عمل شاق ويتطلب مجهوداً جسدياً وذهنياً، حيث يستمر العمل منذ الساعة الـ10 صباحاً حتى ميعاد الاحتفال فى الـ7 مساء، إلا أن «صقر» يلبى جميع طلبات أصدقائه وأقاربه، ليستعيد هذا الفن مرة أخرى، حيث يقوم بتخصيص مكان محدد فى الشارع الموجود به العريس أو العروسة والبدء فى عمل العديد من الأشكال مستخدماً الألوان المبهجة ويتفق مع صاحب الفراشة والإضاءة لتسليط الضوء على رسوماته.
لم يحصل «صقر» على مبلغ مالى مقابل تنفيذ هوايته، لكنه يطلب من أصحاب الحنة شراء الخامات التى يحتاجها فقط وعلى حسب إمكانياتهم: «فى الأول كان معايا شلة بنساعد بعض، دلوقتى أنا لوحدى، الموضوع انقرض وأنا بحاول أحييه تانى، والناس بتفرح وبتقول ياه كنا بنعمل كده زمان بس مع مزيكة حسب الله».