تبادل الاتهامات بين الخارجية الأمريكية ومركز «وودرو ويلسون» حول دعوة «نورالدين»
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الأول، عن أنها تحقق فى طريقة حصول هانى نورالدين، عضو الجماعة الإسلامية، التى تصنفها أمريكا «منظمة إرهابية»، على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، وسفره إلى واشنطن وحضوره اجتماعات مع كبار المسئولين فى إدارة «أوباما»، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية: «إن تحقيقاً يجرى فى ملابسات الواقعة وإن الوزارة تحاول معرفة كيف ولماذا حصل «نورالدين» على تأشيرة الدخول وعقد لقاءات مع مسئولين فى البيت الأبيض ووزارة الخارجية».
وأضافت الصحيفة أن هانى نورالدين، عضو فى مجلس الشعب (المنحل)، كان مدعواً مع ستة نواب آخرين لزيارة واشنطن من مركز دراسات «وودرو ويلسون» لمناقشة الوضع السياسى فى مصر، لكنه قدم نفسه بوصفه عضواً فى الجماعة الإسلامية، التى يحظر حصول أعضائها على تأشيرات دخول الولايات المتحدة أو زيارتها، لتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية.
وذكر موقع «ديلى بيست» التابع لمجلة «نيوزويك» أن نورالدين أكد فى حوار صحفى أنه عضو فى الجماعة، وأنه حصل على التأشيرة من وزارة الخارجية، لكن المتحدث باسم الوزارة نفى علمها أن عضواً بالوفد البرلمانى المصرى ينتمى للجماعة الإسلامية، وقال مسئولون فى الإدارة: «إن الوفد -الذى ضم العضو- التقى دنيس ماكدونو، نائب مستشار الأمن القومى للرئيس أوباما، ووليام بيرنز، نائب وزير الخارجية، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع آخرين داخل مركز وودرو ويلسون (مؤسسة بحثية متخصصة فى قضايا السياسة الخارجية)»، ونفى نورالدين فى الحوار وصفه بـ«الإرهابى»، وقال: «إنه حصل على التأشيرة من السفارة الأمريكية بالقاهرة بصفته عضواً فى البرلمان ويمثل حزباً سياسياً شرعياً «حزب البناء والتنمية» التابع للجماعة الإسلامية»، وأضاف أنه طلب خلال لقائه نائب مستشار الأمن القومى، دنيس ماكدونو، نقل عمر عبدالرحمن إلى أحد السجون المصرية. لكن طلبه قوبل بالرفض، وأوضح أنه «عندما أثيرت القضية فى البيت الأبيض قيل لى إن الأمر ليس من سلطاتهم، وأن الأمور المتعلقة بأحكام قضائية يتعين مناقشتها مع وزارة العدل»، ووصف نورالدين نقل الشيخ عمر عبدالرحمن إلى مصر بـ«هدية للثورة».
وفى سياق متصل تبادل مركز وودرو ويلسون ووزارة الخارجية الاتهامات حول دعوة الوفد المصرى، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية: «إن الوفد جاء إلى واشنطن بناء على دعوة من مركز ويلسون، وهو لديه كل المعلومات بخصوص الزيارة»، لكن درو سامبل، المتحدث باسم المركز، رد: «إن وزارة الخارجية هى التى اختارت أعضاء الوفد المصرى، ولا يمكننا الحديث عن خلفية هانى نورالدين، ومركز ويلسون هو أحد الأماكن التى شملتها زيارة الوفد لواشنطن، ونحن لم نقدم دعوة لاستقبال هؤلاء الأشخاص، وإنما «الخارجية» هى التى رتبت الزيارة».
من جانبه أكد الدكتور محمد الصغير، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب البناء والتنمية، أن النائب هانى نورالدين، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب المنحل والقيادى بحزب البناء والتنمية، بدأ فى رحلة العودة من الولايات المتحدة الأمريكية بعد الزيارة التى شارك فيها ضمن وفد برلمانى، نافياً ما رددته وسائل الإعلام الأمريكية من توقيف النائب السابق أو التحقيق معه بتهمة انتمائه للجماعة الإسلامية.
وقال الصغير فى تصريح لـ«الوطن»: «إن النائب هانى نورالدين ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة أيام ضمن وفد من لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب بصفته وكيل اللجنة وتعلم السلطات الأمريكية أنه ينتمى للجماعة الإسلامية ولم تعترض على زيارته أو تتعرض له».
وأضاف أن وسائل الإعلام الأمريكية هى التى أثارت مسألة انتمائه للجماعة الإسلامية وأصدرت شائعة توقيفه والتحقيق معه، بعد أن أثار نورالدين خلال لقائه بالمسئولين فى الإدارة الأمريكية قضية الدكتور عمر عبدالرحمن المسجون لدى السلطات الأمريكية.
وتابع الصغير: إذا كانت السلطات الأمريكية ستحقق مع النائب كان ذلك سيجرى وقت وصوله إلى أمريكا منذ عدة أيام وليس فى نهاية الزيارة، مؤكداً أنه دخل إلى الولايات المتحدة بصفة رسمية.
وحول وصول النائب إلى حل لقضية الدكتور عمر عبدالرحمن، قال الصغير: «إن القضية تحتاج إلى تدخل رسمى وأن الإدارة الأمريكية أوضحت أنها تحتاج إلى بحث القضية مع الرئيس القادم»، مشيرا إلى وعد الدكتور محمد مرسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، بالعمل على الإفراج عنه.